25 سبتمبر، 2020
الحوار الجزائرية
اخبار هامة الحدث وطني

ترسيم يناير ضربة قاضية للانفصاليين!!

ثمن المؤرخ والناشط والسياسي محند أرزقي فراد في حديث مقتضب لـ”الحوار” القرار الأخير القاضي بالاعتراف بيوم رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني  حيث اعتبره قرار شجاع من طرف الدولة  ورئيس الجمهورية من شأنه أن ينهي أزمة الهوية التي طرحت كثيرا في الآونة الأخيرة، خصوصا مع الحراك الأخير في منطقة القبائلو والذي كاد أن يأخذ منحى آخر، كما سيسحب هذا القرار البساط من تحت أقدام دعاة الانفصال، وحسب فراد فإن المكانة التي وصلت إليها القضية الأمازيغية هي نتيجة لتراكمات النضال السياسي السلمي تجاهها والسعي نحو تغيير الواقع بطرق سلمية وهادئة.

 

ما تعليقكم على قرار رئيس الجمهورية القاضي الاعتراف برأس السنة الأمازيغية كعيد وطني؟

هو قرار صائب من شانه أن يذيب التشنج في المجتمع ويزرع المحبة بين أبناء الوطن الواحد، وبتعبير آخر يقوي اللحمة فيما بينهم، حقيقة أعتقد أن ترسيم عيد يناير كعطلة مدفوعة الأجر سينهي أزمة الهوية داخل الجزائر، ولن يتحدث عنها أي شخص في المستقبل، لأن هذا القرار سيكمل الجهود الرامية إلى إعادة اعتبار للمكون الأمازيغي الذي كان مقصيا فيما مضى،  وفي الصدد يجب أن ننوه كثيرا بشجاعة الدولة التي اعترفت بهذا اليوم الذي من شأنه أن يجعل كل الناطقين بالأمازيغية في الجزائر يتممون مواطنتهم.

 

برأيكم هل هذا القرار سيسكت دعاة الانفصال؟

صحيح أن هذا القرار كان بمثابة الضربة القاضية لدعاة الانفصال وأصحاب النظرة الأحاديةو أي المتطرفين من الجانبين، حيث سحب البساط من تحت أقدامهم، لكنه لن يسكتهم، بل بالعكس سيبقون في الساحة حتى بالنسبة للمتعصبين للموقف العروبي. وبالنسبة لي أعتقد أن الأهم هنا هو مدى تفاعل الرأي العام الإيجابي مع القرار خاصة أن الكثيرين قد رحبوا بهذا القرار حتى غير المعنيين به لأن علاقة الأمازيغ بالعرب في الجزائر وطيدة منذ الأزل، ولا يمكننا بصفة أو بأخرى أن نتحدث على الهوية الوطنية بمعزل عن هذين العنصرين المهمين في تركيبة الجزائر.

 

دعوتم من قبل  إلى الحوار مع الانفصاليين في خطوة جلبت لكم سيلا عارما من الانتقادات، ما الدافع الرئيسي لدعوتكم هذه؟

نعم وأنا مصر على دعوتي هذه، لأننا لا نملك حلا آخر سوى “الحوار” فخيار المجابهة أو الدخول في صراعات مع الطرف الآخر قد يؤدي بنا إلى نتائج لا تحمد عقباها، ودعاة الانفصال شئنا أم أبينا هم أبناؤنا ويجب أن نستمع إليهم ونتناظر معهم حتى نبين للعالم وجهة نظرهم الخاطئة جدا وينكشف للعيان ضعف موقفهم.

شخصيا أستغرب الانتقادات التي وصلتني من الكثيرين، لأن المدافع عن الوحدة الوطنية هو على صواب ولا يجب أن يخشى المناظرة، فما معنى أن تقف ضد الحوار مع شخص يتخذ منهجا خاطئا في الأصل. فلو ذهب دعاة الانفصال إلى “الحوار” سينكشف للرأي العام ضعفهم.

 

  ما هو  السبب برأيك في هذا الانفتاح تجاه القضية الأمازيغية؟

أول سبب برأيي هو تراكم النضال، فالسياسة هي السعي نحو تغيير موازين القوى، وفيما يخص القضية الأمازيغية فالنضال من أجل إعادة الاعتبار لها لم يتغير منذ 48، فحتى رئيس الجمهورية  كانت له وجهة نظر مختلفة اتجاهها لكنه غيرها استجابة لمطالب السواد الأعظم من المجتمع الجزائري الذي طالب  بترسيمها لغة وطنية ورسمية.

أعتقد أن الفضل الكبير في هذا التطور تجاه قضية الأمازيغية يحوزه المناضلون الذين فقدوا أرواحهم في سبيلها وكل من ساهم ولو بشيء قليل من أجل إعادة الاعتبار لها.

سأله مولود صياد

مقالات متشابهة