23 سبتمبر، 2020
الحوار الجزائرية
مساهمات

المجد للغة الفرنسية. . صه لكم!

 فـايـزة لـعـمـامـري

الشعب الجزائري صار أكثر وعيا وإدراكا بماهية الإرهاب والتطرف، ولا يمكن لبضع آيات من القرآن الكريم في كتاب مدرسي أن تجعل التلميذ يحلم بحزام ناسف وموت جماعي، لقد تم حذف العلوم الدينية ضمنيا قبل سنوات، والآن يبدو أنه هناك رغبة جامحة في حذف الإسلام برمته، رغم أن ما وقع في عشرية الدم ليس نتيجة لوجود برنامج ديني مكثف يتم تلقينه للأجيال بقدر ما هو نتيجة للشرح المضلل وقبل ذلك الفهم الضال لعلوم الدين. ما وقع في تسعينيات القرن الماضي نتيجة حتمية للاستبداد أيضا، الاستبداد الذي شعر المواطن بتهديده آنذاك، لقد انفجر عقب تراكمات نفسية كثيرة، فإذن لا داعي لاستفزاز الشعب اليوم بإصلاحات قطاع التربية والتعليم التي لا تتماشى مع قناعاته، لأن مواقفه وردود فعله صارت أوضح من الشمس في شروقها.

إن عقد القران بين اللغة العربية والإرهاب باطل، ثم باطل، ثم باطل، لأن اللغة لم تكن سوى وسلية تواصل حيث وقع اختيار الله على رجل عربي ليبلغ رسالته، ومن البديهي أن يبلغها بلسان عربي، كما وقع اختيار الله من قبل على رجال من بني إسرائيل: موسى وهارون و. .و. .ضف على ذلك أن اللغة ليست جهاز غسل للدماغ والتحريض على الترهيب والقتل الممنهج، ولا سلاح كلاشنكوف أو قذيفة هاون، ولو كانت اللغة سببا في التخلف، لغيرت بعض البلدان لغاتها قبل الآن، ولكن لأنها لا تشكل عائقا للتنمية لم تغير إسبانيا، ولا اليابان، ولا روسيا ولا. .ولا. .و . .لغاتها لتلتحق بركب التطور، بل لحقته بوجود الإرادة الحقيقية لخدمة الوطن، والإخلاص له، وحسن التدبير والتسيير، والإسلام ليس دين كراهية وعنف مثلما يروج له، وهو لا يتحمل مسؤولية الفهم الخاطئ لدعوته، ولذا على هؤلاء الذين وجهوا أصابع الاتهام للدين واللغة وحملوهما ما لا طاقة لهما على حمله أن يكفوا أيديهم وألسنتهم عن التعدي والبهتان، إنهما لا يتحملا كل كوارث البلد وتخلفه متعدد الأوجه.

ومن باب حق الرد، قد سجلت ثلاث نقاط في مقال الأديب د.أمين الزاوي المعنون بـ “غورغينا المدرسة الجزائرية” الذي تم نشره في جريدة الخبر بتاريخ 15 سبتمبر 2016، حيث يقول: ظلت المدرسة الجزائرية منذ خمسين سنة، أي منذ مجيء الإخوان المسلمين المصريين نهاية الستينات وبداية السبعينات. . .(يتابع إلى قوله) منذ ذلك التاريخ والمدرسة الجزائرية تنحرف عن القيم الوطنية وتميل إلى القيم الداعشية، ومعها تميل الجزائر نحو الخراب وهي التي كانت تنافس ألمانيا، وإسبانيا، وكوريا الجنوبية، والبرتغال، وإيطاليا. . .بل كنا أفضل من كثير من هذه البلدان-انتهى قوله- إن المتأمل جيدا في هذا الحديث يكتشف أنه حسب التاريخ الذي تم استعراضه هنا، الكاتب يتحدث عن المدرسة الجزائرية في وجود الاستعمار الفرنسي، وإلا ما هو الامتداد الزمني الذي كنا خلاله بمستوى منافسة ألمانيا، البرتغال، إيطاليا. .وغيرها؟ فنحن لم نكن كذلك ما بين 1962 حتى نهاية الستينات كما أشار الرجل، إن هذه النقطة بالذات تثبت لنا صحة ما سبق قوله في بداية المقال أن الأصل في الفرانكفوني (الفرانكفونيين عموما) هو أنه إنسان مبنيّ على قابلية التبعية والاستعباد.

يتبــع ..

مقالات متشابهة