2 يونيو، 2020
الحوار الجزائرية
أراء مساهمات

الصلاة الإنسانية في العشر الأواخر من رمضان.

تعايش الافكار…..

الصلاة الإنسانية
في العشر الأواخر من رمضان.

الاستاذ :يوسف مشرية.
الخبير في الجماعات الدينية.

استوقفتني مؤخرا دعوة رسمية من لجنة الأخوة الإنسانية بإمارة أبوظبي الشقيقة موجهة إلى رموز المرجعيات الدينية والمذهبية في العالم من البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان و شيخ الأزهر الشريف الإمام الأعظم الدكتور أحمد الطيب وغيرهم من القادة الدينين للقيام بصلوات وأدعية لله تعالى في وقت واحد ليرفع الله تعالى البلاء والوباء عن عباده جميعا وذلك يوم الخميس 14 ماي الموافق لدخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك..وهذا كأنه احياء لسنة ابراهيمية غائبة كانت في العهد النبوي الأول في المدينة المنورة التي جمعت المومنين جميعا من اهل الكتاب اليهود والنصارى المسحيين الذي استقبلوا في الروضة الشريفة بمسجد الرسول عليه الصلاة والسلام .
.ان هذه المبادرة الدينية هي توحي بميلاد مرحلة جديدة لمابعد زمن الكورونا الذي جعل العالم قرية واحدة يعيش أجواء موحدة ممثلة في الحجر الصحي المنزلي ….وسلطان الحذر والخوف من المخلوق الغريب المجهول هو السيد المسيطر….!!!.
فبسبب الكورونا أغلقت المساجد والحرمين الشريفين وكذا مسجد الأقصى المبارك …هو نفس الوباء الذي اغلق أبواب الكنائس ودور عبادة اليهود وغيرها من دور العبادة لجميع الملل والنحل والطوائف والمذاهب…….ولعل هذه الصلاة الإبراهيمية الموحدة او الإنسانية كما يحب أن يطلق عليها في ابو ظبي..تكون صلاة افتراضية عن بعد….بحيث لا يستطيع أن يجتمع المومنون في مكان واحد اتقاء عدوى الفايروس كوفيد 19 الذي ارغم الجميع على التواصل وفتح بابا للحوار الحقيقي بعيدا عن طقوس البروتوكولات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ….وتبقى حبيسة توصيات أنفقت لأجلها ملايين الدولارات..!!!….
ان حتمية تعايش جميع الأفكار قبل تعايش الأبدان هي نفسها الحتمية التي جعلت جميع أفراد الأسرة الواحدة يعيشون تحت سقف واحد في ظل ظروف الحجر الكوروني…حيث أن مستوى العنف الأسري ما فتئ أن يعرف انخفاض مع مرور الزمن….
ان هذه السنة الكونية و حتمية الواقع المفروض أقرتها جميع النواميس السماوية لذلك جاءت صريحة في القرآن الكريم .:( وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَٰحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ….)…فحتمية اختلاف وتنوع الأفكار تحتم على الجميع مصير التعايش….
وعلى هذا النمط الديني المتسامح عاش الأسلاف في مرجعية روحية وفكرية متناغمة في الأندلس وغيرها، ضمنت الأمن الفكري الذي يرفض الإقصاء والتطرف وأدلجة الدين في تصور زمنكاني معين….!!!.

مقالات متشابهة