26 مايو، 2020
الحوار الجزائرية
أراء مساهمات

يوميات صائم : الأب..

الاب..

بقلم : مصطفى بونيف
أصبح البحث عن الحاجة فطوم أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش، و عقّد الفيسبوك الأمور أكثر .. فكل المعلقين بأسماء مستعارة و جميعهم من مناطق متفرقة من الوطن يدّعون بأنهم شاهدوها… من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب و من شماله إلى جنوبه …و لكن الذي لفت انتباهي هو ما كتبه أحدهم متسائلا ” ما اسم والد الحاجة فطوم ؟” …
فلم يسبق أن سمعت شيئا من الحاجة تحكي فيه عن والدها أو قبيلتها، كل ما كانت تقوله هو أنها ابنة قرية، لم تحدد لنا مكانا، و لا نعرف حتى لقبها العائلي.
و اللقب العائلي مهم جدّا في حياتنا الاجتماعية، فنحن نعرف من خلاله نسب كل إنسان، وهو اسم نرثه عن آبائنا كما أمر الشرع بذلك ” ادعوهم لآبائهم ” .. و في دول المشرق العربي الألقاب هي الاسم الثلاثي .. اسم الأب و الجد .. فهذه أعظم هدية قدّمها لنا آباؤنا.. و نحن بدورنا سوف نقدمها هدية إلى أبنائنا ..
إن الأعمال الأدبية و الفنية قد ظلمت الأب كثيرا لأنها لم تقدمه كما قدّمت الأم التي توصف بأنها نبع الحنان، فهل حنان الآباء منقوص، أو به شيء ؟… الأب الذي يخرج في الصباح و لا يعود إلا في المساء و في يده الأكل و الشرب و الهدايا ..و الذي يتحمل الشقاء و الديون من أجل إسعاد أطفاله ألا يستحق أن نشيد بحنانه..؟ .. و لو قرأنا القرآن الكريم لوجدنا بأنه وضع الوالدين على درجة واحدة ..و بالوالدين إحسانا.
قال حبزلم : ” لقد كانت لهجة الحاجة فطوم ككلام أهل الغرب، لأنها كانت تقول واه، و لا تقول إيه أو نعم ..” .
– هل تقصد بأننا يجب أن نسافر إلى الغرب يا حبزلم ؟
– يتبع-

مقالات متشابهة