18 يونيو، 2020
الحوار الجزائرية
أراء مساهمات

يوميات صائم : قارئة الفنجان

قارئة الفنجان

مصطفى بونيف
لم تبق في العمارة سوى ذكريات الحاجة فطوم، و من الذكريات ..حين افترشت سجادة أسفل العمارة، و وضعت ترمس قهوة و بعض الفناجين، ثم راحت تنادي السكان الواحد تلو الآخر .. تأمرك بأن تشرب القهوة ثم تقرأ لك الطالع مما علق من القهوة في قعر الفنجان ..قالت لجارتنا سكينة بأن الفنجان يقول بأنك سوف تتزوجين من تاجر الفواكه الذي آخر الشارع وحدي ذلك فعلا، و قالت لتاجر الفواكه الذي في آخر الشارع بأنه سوف يتزوج من جارتنا سكينة و حدث ذلك فعلا، و لم يكن ذلك تنجيما .. بل لأنها كانت متفطنة إلى علاقة ما بينهما، فاستبقت الحدث، و استثمرت في العلاقة، و نالت منهما مبلغ ثلاثة آلاف دينار عدّا و نقدا.
أمسكتني و أنا أهم بالدخول إلى البيت و طلبت مني أن أرتشف القهوة من فنجانها ..فاعتذرت منها لأنني لا أستطيع شرب القهوة على معدة فارغة …و بعد إلحاح منها ..تناولت فنجانا و كان طعم القهوة رائعا، ثم هممت بالذهاب، فصرخت في وجهي ” اجلس سوف أقرأ طالعك” .. ابتسمت ساخرا و قلت لها : ” أنت العرافة التي غنّا عنها عبد الحليم حافظ؟” .
غطست أنفها في قعر الفنجان ثم قالت لي :” أنا أرى ثروة كبيرة حولك، سوف تصبح مليونيرا ” .. هممت بالذهاب فصرخت ” اعطني دراهمي أنا لا أقرأ الفنجان مجانا “..
قلت لها : ” خذي مليون من الفنجان .. من الثروة التي شاهدتها حولي “.
و أنا غارق في الذكريات ..طرق حبزلم الباب وقال بأنهم سمعوا بأن عجوزا موجودة في الحجر الصحي بالمستشفى لا يعرف لها اسما و لا أهلا، لأنها فاقدة الذاكرة..
فخرجنا مسرعين نحو المستشفى.
يتبع

مقالات متشابهة