23 سبتمبر، 2020
الحوار الجزائرية
اخبار هامة الحدث وطني

هذا ما قاله لي بشار الأسد

  • – الوطن العربي يعيش مؤامرة صهيوأمريكية.. والدور قادم على الجزائر
  • – لهذا السبب ساندت الأسد وغيرت موقفي من بومدين
  • الحركات الإسلامية في الجزائر أصبحت جامعة تنتج الغباء السياسي

يكشف المجاهد لخضر بورقعة في حديثه لـ”الحوار” تفاصيل لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد، ويرد على الأصوات المنتقدة له التي تعالت بعد الزيارة التي أجراها في سوريا الشهر الفارط خلال مشاركته في المؤتمر القومي العربي والمنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين. كما يشرح بورقعة الأسس التي بنى عليها موقفه من الحرب والتي تشير الى المؤامرة التي تحاك ضد الدول العربية من خلال مشروع صهيو أمريكي يهدف الى اضعاف وتقسيم الدول العربية.

 

  • زرت سوريا والتقيت ببشار الأسد المتهم بتقتيل شعبه بالأسلحة الكيماوية، ما الذي دار بينكما؟

كل ما دار بيني وبينه كان يتمحور حول وضعنا في الصورة الكاملة والدقيقة لما يحدث في سوريا والمؤامرة التي تحاك ضدها من طرف الغرب ومن والاهم، وكذا عن الوضع الذي تعيشه بلاد الشام اليوم، ثم تحدث أيضا عن الوضع الدولي.

 

  • ما الهدف من هذا اللقاء الذي جمعك ببشار الأسد الذي يحمل صفة “المجرم” بالنسبة للكثير؟

في الحقيقة لم يكن هذا اللقاء يهدف إلى طرح أو نقل تساؤلات أو استجواب للأسد، بل إن الهدف من هذه الزيارة هو النظر عن كثب للوضع في سوريا، ضف إلى ذلك إعطاء الدعم المعنوي للمقاومة في سوريا الصامدة ولبنان اليمن والعراق إلخ… ضد المشروع الصهيوني الامريكي كما هو معروف في الأوساط السياسية والإعلامية.

  • تقول إن اللقاء هدفه تقديم الدعم المعنوي لبشار الأسد، ألا تتحرج من الجلوس على طاولة واحدة مع بشار في الوقت الذي يلقى موجات من الانتقادات و الاتهامات الخطيرة وصلت حد التجريم، ثم هل كان اللقاء مبرمجا من قبل؟

حقيقة لم يكن هناك جدول أعمال للقاء، إذ كان لدينا مؤتمرون للمجلس العالمي الذي شهد حضور شخصيات من مختلف دول وقارات العالم لمساندة الشعب الفلسطيني الذي جاء تحت عنوان العدالة من اجل فلسطين، بالإضافة إلى المجلس القومي العربي، الذي اخذ موقفا في نهاية اللقاء تقرر بعده إجراء زيارة لسوريا و للرئيس بشار الاسد، لإعطاء الدفع المعنوي ضمن الوفد الذي يمثل المجلس القومي العربي، حيث كنت أنا ضمنه.

  • حدثنا عن الوضع.. كيف وجدت سوريا؟

زرت سوريا مرتين، قبل تحرير حلب وجاءت في زيارة للحوار، حينها قلت انني اقدم تعزيتي الخالصة لكل من كان يتعاطف مع داعش وأخواتها، ونتأسف لهم حقا على موقفهم هذا، والأمر نفسه على من يتعاطف مع المعارضة التي تتعامل مع أمريكا وإسرائيل الذين يعملون على تطبيق المشروع الصهيوأمريكي على ارض الواقع، التعازي الخالصة قدمتها أيضا للحركات الاسلامية في الجزائر.. ونبشر من كان يتعاطف مع المقاومة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ضد المشروع الصهيوأمريكي الذي جاء لهدف مركزي هو تفتيت الوطن العربي، وكانت حلب حينها نارا ودخانا، وقلت فيما يخص حلب انها لا يمكن ان تكون نسخة من ستالين غراد.

  • لماذا قدمت التعازي للحركات الإسلامية في الجزائر و هي التي وقفت إلى جانب الشعب السوري ضد الأسد؟

لأنها لا تعمل على إنتاج رجال من أهل الفكر أي المفكرين والعلماء، فما تقوم به هو أنها أصبحت جامعة تنتج الغباء السياسي فقط.

  • هل تغير الوضع في سوريا خلال زيارتك الثانية؟

اعتقد ان الوضع تحسن مقارنة بالمرة السابقة، فهناك نوع من التغير نحو الأفضل، فحلب التي تركتها دخانا ونارا كانت تحررت، والمقاومة كانت ناجحة، كما أن الجيش السوري تركناه في وضعية جيدة وفي مرحلة متقدمة، والحالة تتحسن يوما بعد يوم أكثر.

  • ما هي المناطق التي قمت بزيارتها مع الوفد؟

اقتصرت زيارتنا على العاصمة السورية دمشق.

  • كيف وجدتم بشار الأسد، و هل يعيش تأنيب الضمير من الكوارث الإنسانية الحاصلة في سوريا؟

وجدناه مرتاحا وواثقا من نفسه ثابتا في مواقفه.

  • هل الأوساط السياسية والأمنية في الجزائر على علم بالزيارة؟

لا لم تكن بعلم بذلك لأنها لم تكن مبرمجة إلا بعد عقد مؤتمر المجلس القومي حيث كنت ضمن الوفد المكون من جزائريين، مصريين، يمنيين وحتى سعوديين ومغاربة وتوانسة… إلخ.

  • ما هي قراءتك لما يحدث في المنطقة؟

ما أراه أنا شخصيا في الحرب القادمة في الشرق الاوسط تحتوي على اشياء جديدة لكنها غريبة ايضا، جيش سعودي قطري امارتي، وأيضا اردني سيكونون جنبا الى جنب مع جيش الكيان الصهيوني ضد المقاومة في سوريا، لبنان واليمن.

وحسب الذي عرفته فإن الطيران الذي يقصف بكفاءة عالية في اليمن هم الطيارون الصهاينة.. وهو الأمر الذي حصل في سوريا.. والصهاينة هم من يتكفلون بنقل الجرحى التابعين لداعش وأيضا يقومون بتزويدهم بالمال والسلاح، وهو الأمر الذي يؤكد الطرح القائل إننا الآن في مواجهة مباشرة مع المشروع الامريكي الصهيوني.

  • زيارتكم أثارت الكثير من الانتقادات بما أنك شخصية وطنية التقت ببشار الذي التصقت به صفة “المجرم”، ما تعليقكم؟

أنا احترم كلام اؤلئك الذين انتقدوا الزيارة التي اجريتها لسوريا، ولكن نترك التاريخ يجيب عليهم، الذي سيثبت لهم عكس ما يتحدثون ويقتنعون به تماما، ثم إن زيارتنا لا تهدف لمساندة بشار الاسد كشخص، بل انها جاءت في إطار المساندة المعنوية للشعب السوري المظلوم الذي تكالبت عليه الأمم، الذين صمدوا لحد الآن بعد مرور اكثر من 6سنوات من بداية الأزمة.

  • لكن الأسد يشن حربا ضد المدنيين، والشعب السوري يريده أن يرحل؟

من قال هذا، لا ابدا، فلو كانت الحرب بين السوريين انفسهم لكانت كل الامور رجعت الى نصابها وتم حل المشكلة، بل هي حرب عالمية بالوكالة فيها كل الأجناس والدول كندا الانكليز والدنمارك والافارقة والاسيويين لم يعد يظهر فيها السوريون، ولكن ان نقول ان الاسد ديكتاتوري.. فهل ترامب ديمقراطي فلننظر الى الواقع، فالرئيس السوري لديه شعبيته لن اقول إن 90 بالمائة معه.. لكن الاغليية معه وإن كان لا فلماذا صمدت سوريا وجيشها 6 سنوات ضد هذه الهجمة الامريكية الصهيونية، بل ضد حرب عالمية بالوكالة، ثم من قال ان القذافي ديمقراطي، نحن نشاهد الوضع في ليبيا اليوم مقارنة بما كان عليه في عهد القذافي، التي تحولت الى فوضى وخراب، ألم يتغير الوضع ففي العراق اليوم لو قارناه في عهد صدام حسين، فالمشروع اليوم غربي لتدمير الوطن العربي والذي يهدف لتحقيق 3 نقاط رئيسية.

  • ما هي هذه النقاط الثلاث؟

اول نقطة يعملون عليها هي عدم الابقاء على التنسيق بين مختلف الاقطار العربية، من خلال القضاء على مختلف اشكال التعاون والتآزر بين الدول العربية، وهو امر نجحوا في تحقيقه مع الأسف، فاليوم لا يوجد اي قطر عربي ينسق مع الآخر، اما النقطة الثانية فهي تقسيم الدول العربية، اذ بدؤوا من العراق وذهبوا للسودان، ثم جاءوا الى ليبيا و الآن هم في سوريا وذهبوا لليمن، وهدفهم الآن هو الوصول الى الجزائر، خاصة ونحن موجودون في هذا المحيط.

  • تقول إن هدفهم الوصول إلى الجزائر.. كيف ذلك؟

يهدفون الى تقزيم الاقطار العربية، حتى لا يكون هناك أي قطر عربي يفوق حجم الكيان الصهيوني من الناحية الجغرافية أي مساحة و كذا عدد السكان، وهو الهدف الاساسي الذي يحاولون الوصول اليه، وما هذه الحروب والصراعات الحاصلة الا ميكانيزمات وأهداف ثانوية تساهم في الوصول الى هذا الهدف، وهو مشروع في طريقه للتحقيق، ولهذا زيارتنا كانت تهدف لأن نحيي صمود الشعب السوري، وحتى ندرك ذلك جيدا ننظر للأمس القريب فقط حيث تم تأسيس حلف مواز للحلف الاطلسي الغربي، يتمثل في حلف خليجي يترأسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهنا تشاهد ان هذا الحلف الثاني هو تقطيع الاقطار العربية وتجزأتها.

  • لماذا غير المجاهد لخضر بورقعة موقفه من معارض لهواي بومدين بسبب الديكتاتورية إلى مؤيد لبشار الأسد الذي يوصف بأنه دكتاتور العصر؟

في الحقيقة كما تعلمين السياسة ليست ثوابت، فهي متغيرة تتغير حسب الظروف والأوضاع المحيطة، ربما انا كنت ضد بومدين في وقته حيث كانت العلاقات الدولية مختلفة عما هو موجود اليوم، كانت الجزائر خرجت لتوها من حالة الاحتلال الفرنسي، وقلت إني اليوم مع هواري بومدين بعد أن تذكرت جبهة الصمود آنذاك التي كانت تضم كلا من سوريا، السودان، ليبيا والجزائر، تعمل على تعطيل المشاريع الاستعمارية، سواء كانت اقتصادية، سياسية أو أمنية، هذه الأنظمة التي بالرغم من انها كانت ديكتاتورية الا انها كانت تملك الهيبة و فرضت التوازن، ثم ان هناك أولويات، وأنا اليوم رأيت ان الوقوف مع بشار الأسد أولوية لأن مصير ومستقبل الاقطار العربية يتقرر من الوضع في سوريا، فإن نجحوا في سوريا فستدخل الدول العربية في دوامة المجهولة وتضيع كل الدول العربية، وإن لم ينجح كنا تجاوزنا هذا المشروع الخطير، ثم إن الجزائر موجودة في هذا المحيط فهي ليست حالة استثنائية لهذا المشروع الاستعماري طبعا لصالح اسرائيل.

 

  • برأيك كم تستمر الأزمة في سوريا؟

الحرب في سوريا لن تتوقف في هذه السنوات، بل ستدوم لسنوات اخرى عديدة، وخير دليل على ذلك الحلف الخليجي الموازي للحلف الاطلسي الذي يتكون من دول عربية وأيضا اسرائيل وهي عضو في هدا الاجتماع وهو دليل، ثم إن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لما سئل في مرة من المرات عن الحرب ضد داعش، قال ان الحرب قد تدوم 20 سنة أخرى قادمة. وهي اجابة كافية تضاف الى مجموعة الأدلة على حقيقة هذا المشروع.

 

  • ماذا عن التدخل الروسي في سوريا؟

كثير منهم يتساءلون عن التدخل العسكري الروسي، لكنهم لم يسألوا أنفسهم يوما حول التدخل الامريكي الى جانب اسرائيل، ثم ان وجودها لا يحمي لا سوريا ولا شعبها ولا المقاومة ولا حتى شخص الرئيس بشار الاسد، بقدر ما هي تعمل على حماية مصلحتها في ظل حرب عالمية بوكالة تدور رحاها بين كبار دول العالم وتدفع سوريا ثمنها، وهي مفروضة علينا.

 

  • كيف تجد موقف الجزائر من هذه الأزمة؟

موقف الجزائر من موقف الدول العربية، التي انقسمت إلى قسمين أولها دول واقية لإسرائيل وهو ما تعلق بالأردن مثلا والسعودية، وإسرائيل تشعر الآن بالارتياح نتيجة لهذه المساندة، وهناك دول اخرى هي تحت الحماية الامريكية، فلم تعد الدول مستقلة بالمعنى الفعلي للكلمة، فهناك منها ما هي واقية لصالح اسرائيل وأخرى تحت الحماية الامريكية، وقد قاموا بوضع علاقات دفاعية مع اسرائيل وهي جنبا الى جنب اليها.

الربيع العربي بدأ عندنا، في التسعينيات واختاروا الجزائر من بلدان المغرب العربي لأنها قلب هذه المنطقة وما لها من موقع جغرافي استراتيجي وإمكانات اقتصادية يجب ان يضربوا قلب المغرب العربي الكبير حتى تضعف اجنحته، جاءوا اليوم الى ليبيا والجزائر لم تقل شيئا. فالدور قادم إلى الجزائر، فهم يقومون بإضعافنا من الداخل وإنزافنا، فجيشنا متواجد على طول الحدود مع ليبيا على مسافة 6 آلاف ليحدث انسداد سياسي، وهو الحاصل اليوم، بعدها يوقع انفجار، وهو الأمر الذي يمنحهم فرصة ويفتح لهم الابواب للتدخل.

 

  • الكلمة الأخيرة لك؟

كلمتي الأخيرة أوجهها للشباب الذي أدعوه للمتابعة بإمعان هذا المشروع الذي يحاك ضد امتنا، الأمر لا يتعلق بقضية الديمقراطية بقدر ما يتعلق بتفتيت الأمة العربية.

حاورته: زهرة علي

 

 

مقالات متشابهة