10 أغسطس، 2020
الحوار الجزائرية
اخبار هامة وطني

إذا كان رحيل روراوة يخدم الكرة الجزائرية فليكن ذلك

حدثتنا الإعلامية الجزائرية ونجمة “بي ان سبورت” ليلى سماتي بلغة الخبير الميداني والمهتم بشؤون المستديرة عن المنتخب الوطني وأسباب النتائج الكارثية والتخبط الذي يعيشه اليوم، وعن واقع الإعلام الجزائري بإيجابياته وسلبياته، كما تحدثت عن بدايتها وعن مسارها المهني وأشياء أخرى، وعادت بذاكرتها إلى أولى خطواتها في التلفزيون الجزائري وكذا تنقلها من الجزيرة الإخبارية إلى الرياضية التي وجدت فيها متنفسا لطالما سعت إلى الوصول إليه.

* ما هو تقييمك لمشاركة الخضر في الكان حتى الآن؟

– بالنظر لما يملكه المنتخب من فرديات وسمعة يُمكن القول إن المشاركة كانت كارثية تماما وهي ثالث أسوأ مشاركة بعد عام 1998 مع مهداوي في بوركينافاسو وعام 2013 مع حاليلوزيتش..

 

*في رأيك ما هو السبب الحقيقي وراء هذه النكسة رغم الإمكانيات المتوفرة؟

– هو ولادة نوع من التسيب والثقة الزائدة لدى اللاعبين الذين تجاوزوا دورهم كلاعبين وأصبح بعضهم يملك سلطة القرار وهذا أكبر خطر يُهدد أي منتخب وليس منتخبنا فقط، لذا السقوط الحر الذي وقع هو نتيجة حتمية للواقع المُعاش، لكن أنا أعتبر أن نقطة التحول تكمن في إقالة وليس استقالة غوركوف الذي كان يقوم بعمل ممتاز جدا وأنا شخصيا أعتبره من أحسن المدربين الذين مروا على الخضر وهذا ليس كلامي وحدي أيضا فبحكم مهنتي وتجوالي الكثير من النجوم العالميين تحدثوا لي عن هذا المدرب يوم انتدبته الجزائر لكن للأسف لم يُكمل المشوار.

 

* هل المشكل في المدرب أم اللاعبين أم الاتحادية؟

– المشكل لا يُمكن حصره في جهة معينة، والمسؤولية يتحملها الجميع بدءا من رئيس الاتحادية الذي لم يحم غوركوف وساهم في ذهابه رغم العمل الكبير الذي كان يقوم به وهنا بدأت النكسة، ثم المدرب الحالي الذي لا أدري المقاييس التي اعتمدت في اختياره رغم أن أحسن إنجاز قام به هو احتلال المركز الأخير في الدوري البلجيكي حتى أنك إذا تطالع الصحافة البلجيكية سابقا ستجد الكثير من المقالات التي انتقدت طريقة عمله هذا إن كانت له طريقة أصلا، وأيضا المشكل يتحمله الجمهور الذي مارس ضغطا رهيبا على خليفة حاليلوزيتش رغم أنه كان يعمل في صمت ونتائجه بدأت تظهر، إذن هي مسؤولية يتحملها الجميع.

 

* استقرار الإطار المسير للاتحادية صاحبه اضطرابات في المنتخب خاصة تغيير المدرب ثلاث مرات في ظرف وجيز؟

– بالنسبة لـ”حاليلوزيتش” هو من أراد الذهاب وهذا ليس سرّا، إلا لمن يُريد الاصطياد في المياه العكرة ويدعي أن الاتحادية لم تريد تجديد عقد هذا المدرب، حتى أن الجميع شاهده يوم استقبله الرئيس بوتفليقة وطلبت منه الحكومة البقاء لكنه لم يحترم الجزائريين وفضّل الذهاب لذا من لا يحترم شعبي وبلدي فلا أحترمه أنا أيضا، لكن دعني أقول لك إن حاليلوزيتش كان ذكيا جدا لأنه يعلم أنه لا يُمكنه تقديم الأكثر وهكذا هم المدربون في العادة، رغم أنه لم يُحقق أي نجاح بعد مغادرته الجزائر ولا يجب أن نضخمه أكثر من حجمه ففي الأخير وفرت له الاتحادية “لبن العصفور” ولاعبين يتمنى أي مدرب أن يدربهم فالظروف كلها كانت مواتية لنجاحه من قرعة و طبيعة المنافسين وغيرها، حتى لا أقول أمورا أخرى..

أما غوركوف فمن الإجحاف عدم إنصافه وهو الأستاذ والمعلم ويكفي أن زيدان كان أحد طلابه لكن البيئة التي تعيش فيها كرة القدم الجزائرية لا تسمح لمثل هؤلاء الأساتذة بالعمل ثم بعدها بدأت سياسة “البريكولاج” بتوظيف مدرب بطال، وهنا أطرح السؤال لماذا لم تستشر الفاف عند انتداب راييفاتس بمساعده الجزائري عام 2011 حتى يُعلمهم بالحقيقة ويضعهم في الصورة بأن راييفاتس مدرب مشاكله متعدّدة ومجنون أيضا، ثم هل هناك عاقل يَعِد بإيصال المنتخب لنصف نهائي كأس العالم وهو لم يتأهل بعد؟!!

جاء بعدها ليكنز الذي قضى على كل شيء جميل في هذا المنتخب وهنا المسؤولية يتحملها من عيّنه في هذا المنصب..

 

* هل صحيح أننا عاجزون عن صناعة منتخب محلي بمدرب محلي أم الأمر مستحيل كما يقول روراوة؟

– المدرب المحلي مُنحت له الفرصة مرارا ولم يُثبت ذلك، وسؤال المدرب المحلي دائما ما يُطرح عند كل إخفاق والهدف منه ليس خدمة الكرة بل تصفية الحسابات وهذا ما أضّر بالرياضة الجزائرية وبكرة القدم وهو تصفية الحسابات من طرف الجميع، وأتمنى أن تبقى الكرة بعيدة عن صراعات السياسيين وأصحاب الفتن والذين يتحركون بمهماز، وأنا لست ضد انتداب مدرب محلي لكن الوقت الحالي غير مناسب ربما لاحقا.

 

* من هي الأسماء التي ترشحيها كمدربين محليين قادرين على النجاح؟

– لخضر عجالي أرى فيه مدربا شابا ناجحا وأيضا عادل عمروش الذي درب العديد من المنتخبات الإفريقية والنوادي ويملك من الشهادات ما لا يملكها حاليلوزيتش وراييفاتس.

 

* إنجازات الحاج روراوة لا يمكن أن ينكرها جاحد لكن البعض يرى ضرورة رحيله ما رأيك؟

– إذا كان رحيله يخدم الكرة الجزائرية فلابد من رحيله أما إذا كان رحيله من أجل الرحيل وإرضاء أطراف فقط، فكرة القدم والمنتخب ليس ملكا لأطراف دون أخرى بل هي ملك للشعب فلا تحرموا هذا الشعب من آخر أمل يزرع البسمة ورجاء صفوا حساباتكم بعيدا عن المنتخب وعن الكرة والرياضة سئمنا من كل هذا، أتركوا الرياضة لأصحابها من فضلكم ورسالتي موجهة للدخلاء وهم يعرفون أنفسهم..

 

* في حال رحيل روراوة ما هي الأسماء التي ترشحينها للتنافس على رئاسة الاتحادية؟

– أكيد الجزائر ولادة وهناك الكثير ممن يُمكنه التسيير لا أريد ذكر أسماء معينة لكن متأكدة أن للجزائر شباب أكفاء بإمكانهم تسيير أي قطاع.

 

* البعض يتحدث عن ماجر وسرار هل ترينهما قادرين على خلافة روراوة؟

– لما أشاهد برنامجهما يُمكنني الحكم، أنا لا أوزع الورود.

 

* البعض تحدث عن محاولة بين سبورت ابتزاز الجزائر مقابل حقوق البث هل هذا صحيح أم أن الخلاف تجاري بحت؟

– يُمكن طرح السؤال على المعنيين.

 

* ما الذي يمنع تسوية وضعية بين سبورت في الجزائر بشكل قانوني والقضاء على الطراباندو؟

 

– هذا السؤال أيضا يُمكن طرحه على المعنيين، أعتقد أنك تُحاور في ليلى سماتي الصحفية والمذيعة والمحققة أم أنا مخطئة؟

 

* هناك في الجزائر من لا يفرق بين الجزيرة وبين سبورت ماذا تقولين لهم؟

باختصار بين سبورت ليست هي الجزيرة مثلما جريدة الحوار ليست هي جريدة أخرى، أعتقد الصورة اتضحت.

 

* كيف تقيم ليلى مشوارها خارج البلاد؟ ومشوار عشرات الزملاء الناجحين؟

– الحمد الله مشواري أكثر من رائع رحلة طويلة كإعلامية رياضية مختصة فعليا في مجالها بدأت بحلم طفولة مرورا بمشواري الرياضي كلاعبة في الكرة الطائرة متفوقة في الدراسة التي كان تتويجها السريع من الجزائر الدراسات الجامعية إعلام مرئي أهلني لطرق أبواب التلفزيون الجزائري في أعز فتراته الذهبية 1990 تأسست فيه القاعدة الصلبة والانطلاقة الناجحة نحو عالم الاحتراف بعد ستة أعوام فقط قضيتها في التلفزيون الذي قدمني بعد مسيرة مميزة جدا رغم قصرها إلى الفضاء الإعلامي العربي وباقتدار كبير إلى الجزيرة الإخبارية التي أراد القدر أتشرف بأن أكون واحدة من أعضائها المؤسسين عام 1996 ومنها استمرت قصة نجاح ليلى الجزائرية فكانت القاعدة الأهم بالنسبة لانتشاري عربيا ودوليا بفضل عديد الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها خلال فترة عملي في هذا الصرح الإعلامي الكبير الذي امتدت لسبعة أعوام، ليحين موعد رحلة لمحطة ثالثة تأسيس وافتتاح الجزيرة الرياضية عام 2003 وتشرفت كعضوة مؤسسة فعالة بأفكارها وجهودها إلى جانب الأخوين العزيزين على قلبي كثيرا السيد طلال العطية أول مدير عام المؤسس للقناة وأستاذي الرائع أخي أيمن جادة, الجزيرة والجزيرة الرياضية قصة حب ونجاح لامتناهي على جميع الأصعدة والحمد الله.

 

* لماذا يفشل الجزائريون في بلادهم وينجحون خارجها؟

– الفشل والنجاح هو أمر نسبي ويُمكن ما أعتبره أنا نجاحا يعتبره غيري فشلا والعكس، والجزائريون في الداخل ليسوا كلهم فاشلون وكذلك في الخارج ليس كلهم ناجحون، هي ظروف تخدم أي أحد وأيضا قدر.

 

* النظرة إلى الجزائر من الداخل هل تختلف مع من في الخارج؟

– نعم تختلف لأنك عندما تكون خارج البلاد تشتاق إليها..هذا كل ما في الأمر.

 

* كيف ترين الجزائر من خارجها متفائلة بها أم متشائمة؟

– طبعا متفائلة ودائما أتفاءل ببلدي ومثلما نجحنا في طرد مستعمر عاث فسادا سننجح في بناء الجزائر وأبدا لم يسبق لي أن تشاءمت ببلدي وبإذن الله ستبقى الجزائر عروسة البلدان..

 

* هناك من يعطي لنفسه الحق في النضال السياسي خارج البلاد بحجة أن ذلك غير متاح له داخلها كيف ترين ذلك؟

 

– كل إنسان حر في نضاله لست وصية على أحد، فآيت أحمد رحمه الله كان يُناضل من الخارج وبوضياف رحمه الله اختار المنفى ولم يُناضل، هي قناعات والكل حر في قناعاته.

 

* كيف يمكن أن يفرق الصحفي بين مهنيته وأفكاره السياسية؟ وهل الحق في استغلال جماهيرية الرياضة لتمرير أفكاره السياسية؟

– يجب أن نحدد المجال أولا حتى تكون الاجابة دقيقة، فإذا كان الصحفي بصدد تحرير خبر فهنا لا مجال لذاتيته، أما إذا تطور به الأمر بعد خبرة طويلة وتحول إلى كتابة الرأي فهنا يُمكن أن يطرح أفكاره السياسية التي يرى من وجهة نظره أنها تخدم المجتمع والصالح العام..

* في رأيك مالذي ينقص الجزائر لتقلع في كل المجالات؟

– إعطاء الفرصة للشباب فقط وسترى، لابد من تغيير العقليات، نحن الآن في 2017 كل شيء تغير والعالم يسير بسرعة لابد من الاستفادة من طموح الشباب إن أردنا تحقيق تلك القفزة النوعية.

 

* ما هو تقييمك للإعلام في الجزائر خاصة القنوات؟

– تجربة القنوات الخاصة في الجزائر لا تزال في بدايتها ولا يمكن تقييمها الآن

 

* هل ترين أسماء إعلامية قادرة على المنافسة عربيا؟

– لا أستطيع تحديد أسماء معينة لكني تابعت عديد الأسماء التي تملك قدرات كبيرة وبإمكانها البروز والتألق

 

* ماذا عن ليلى الإنسانة هل هي سعيدة؟

– السعادة نرجوها ونسعى لتحقيقها لكنها تظل نسبية وفق طبيعة الإنسان

 

* لديك قصة حب ومعاناة أيضا مع الوالدة هل يمكن أن نعرف تفاصيلها؟

– هي قصة حب بين أم وابنتها أما المعاناة ففي البعد الذي نرضى به لأنه قدرنا.

 

* أنت زرتي عشرات الدول ما هو الشعور الذي يصادف استظهارك للجواز الأخضر؟

دائما أفتخر بذلك والجواز الأخضر هو وسام شرف، هو الجزائر.

 

* لماذا الرياضة في الجزائر تنحصر فقط في كرة القدم؟

– لا يجب أن نقارن كرة القدم بالرياضات الأخرى..هي الأكثر شعبية فيجب أن تلقى الاهتمام الأكبر لكن بالموازاة مع ذلك يجب الاهتمام ببعض الرياضات التي نتوفق فيها وهنا يقف الأمر على قدرة المسؤولين ووعيهم بحقيقة ما يملكه الشاب الجزائري من قدرات.

 

* أعطينا رأيك في هذه الأسماء وماذا تقولين لها؟

– الحاج روراوة: نظم الاتحادية وخدم المنتخب الوطني وظلم الكرة الجزائرية

– المنتخب: حزب الشعب

– ليكنز: يا شاري دالة

– ماجر: من بين أحسن ما انجبت الملاعب الجزائرية

– الوالدة: لو كنت أملك الدنيا ومافيها لكانت هديتي لها بكل امتنان، لكن لا أملك سوى قلب بسيط يحمل لها الكثير من العرفان، شفاها الله ورعاها وحفظها.

– الرئيس بوتفليقة: مجاهد ضحى لأجل بلده خدم ويخدم بلده وفق ما يراه صوابا، شفاه الله

– الجزائر: بلدي

حاورها: محمد. س

 

مقالات متشابهة