13 أغسطس، 2020
الحوار الجزائرية
اخبار هامة وطني

الشيخ فركوس .. اللغز !

ما الذي جعل الشيخ فركوس يبرز بين شيوخ السلفية العلمية في الجزائر، خاصة وأنه بعيد عن النشاط السياسي والجمعوي ؟ ولماذا يعمل هذا الرجل بعيدا عن الأضواء ولا يصرح بآرائه إلا نادرا ؟ ولماذا يرفض الظهور في وسائل الإعلام وكيف يراه محبوه ومخالفوه ؟، ولماذا ينجرف إلى الفتاوي المثيرة للجدل ويغمض عينيه عن قضايا الأمة المصيرية، ولماذا كل هذه الهالة والقدسية التي يحيطه بها مريدوه، لهذا السبب رأينا أن نسلط الضوء عليه للإجابة على بعض الأسئلة.

 

من هو الشيخ فركوس ؟

 

هو محمد علي فركوس، ولد بالقبة القديمة بالجزائر (العاصمة) يوم 25 نوفمبر 1954 في شهر اندلاع الثورة التحريرية في الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، نشأ في محيط علمي، فكان لذلك أثره الواضح في نشأته العلمية، فدرس القرآن الكريم على يد الشيخ محمد الصغير معلم، ثم التحق بالمدارس وتدرج إلى المرحلة الثانوية، ثم درس بكلية الحقوق والعلوم الإدارية، ثم سافر إلى المملكة العربية السعودية أي قبل في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، رجع إلى الجزائر سنة 1982 ودرس بمعهد العلوم الإسلامية بالجزائر العاصمة الذي اعتمد رسميا في تلك السنة، ثم عين مديرا للدراسات والبرمجة، وفي سنة 1990 انتقل إلى جامعة محمد الخامس بالرباط لتسجيل أطروحة الدكتوراه، ثم حوّلها إلى الجزائر، فكانت أول رسالة دكتوراه دولة نوقشت بالجزائر العاصمة في كلية العلوم الإسلامية، وذلك سنة 1997 ولا يزال إلى يوم الناس هذا مدرسا بهذه الكلية.

كان له نشاط علمي كبير فقام بشرح «روضة الناظر» لابن قدامة بمسجد «الهداية الإسلامية» بالقبة (العاصمة)، وشرح «مبادئ الأصول» لابن باديس بمسجد «الفتح» بباب الوادي (العاصمة)، ودرس «القواعد الفقهية» بمسجد «أحمد حفيظ» ببلكور (العاصمة)، ثم إلى المكتبة المجاورة لمسجد «الهداية الإسلامية» بالقبة كل يوم بعد صلاتي الفجر والعصر، ثم عمل على تأسيس مجلة «الإحياء».

 

تقوم شخصيته على الدعوة إلى التوحيد وإلى إتباع الكتاب والسنة ونبذه ما يضادهما، ودفاعه عن عقيدة أهل السنة والجماعة وعلمائها كما يتميز بالرجوع إلى الحق والانصياع له، والشيخ فركوس مستمع جيد، فهو يسمع أكثر مما يتكلم، ويحلل ويتكلم بهدوء، ويشهد للشيخ فركوس تواضعه مع طلبة العلم، ونصحهم بما يفيدهم في دينهم ودنياهم، وترغيبهم في التكتل على الحق واتباع منهج النبوة.

 

أبرز مشايخه :

1- الشيخ عطية محمد سالم القاضي بالمحكمة الكبرى بالمدينة النبوية.

2- الشيخ عبد القادر شيبة الحمد أستاذ الفقه والأصول في كلية الشريعة.

3- الشيخ أبو بكر الجزائري المدرس بالمسجد النبوي وأستاذ التفسير بكلية الشريعة.

4- محمد المختار الشنقيطي أستاذ التفسير بكلية الشريعة، ومدرس كتب السنة بالمسجد النبوي.

5- الشيخ عبد الرؤوف اللبدي: أستاذ اللغة بكلية الشريعة.

 

مؤلفاته:

– «ذوو الأرحام في فقه المواريث».

– «مختارات من نصوص حديثية، في فقه المعاملات المالية».

– «الفتح المأمول شرح مبادئ الأصول» للشيخ عبد الحميد بن باديس

– «الإنارة شرح كتاب: الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معرفة الدليل».

– «الإعلام بمنثور تراجم المشاهير والأعلام».

وله سلاسل علمية :

– سلسلة «ليتفقهوا في الدين».

– سلسلة «فقه أحاديث الصيام».

– سلسلة «توجيهات سلفية».

وله مقالات نشرت في مجلة «منابر الهدى» ومجلة «الإصلاح».

 

الثناء على فركوس :

– الشيخ عبد المحسن العباد : في رسالته: «رفقا أهل السنة بأهل السنة»، فقد أوصى أن يستفيد طلاب العلم في كل بلد من المشتغلين بالعلم من أهل السنة، وكان ممن ذكره في الجزائر الشيخ محمد علي فركوس.

– الشيخ ربيع بن هادي المدخلي : ذكر في مقالته: «حكم المظاهرات في الإسلام»، حيث قال: «وعلماء السنة في كل مكان يحرمون المظاهرات، ومنهم علماء المملكة العربية السعودية، وعلى رأسهم العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي المملكة سابقا، ومحدث الشام محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ مقبل الوادعي، وعلماء الجزائر وعلى رأسهم الشيخ محمد علي فركوس ».

– الشيخ عبد الرحمن البراك : أطلعه بعضهم على رسالة فركوس : «تحري السداد في حكم القيام للعباد والجماد» أبدى إعجابه بمضمونها، فكتب تقريظا لها، ومما جاء فيه: «فقد اطلعت على البحث الذي أعده الشيخ محمد علي فركوس بعنوان: «تحري السداد في حكم القيام للعباد والجماد، فوجدته بحثا قيما..».

– الشيخ سعد بن ناصر الشثري : العضو السابق بهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية: وثناؤه على الشيخ معروف لدى طلبته في دروسه، وتبليغه سلامه للشيخ مع الطلبة الجزائريين مشهور عنه، بل صرح بالثناء في بعض رسائله الخاصة، قائلا: «..وحيث إن الدكتور فركوس من أفاضل علماء الشريعة علما وخلقا وسنة واحتسابا فيما يظهر لي، وهو ممن يدقق في لفظه».

 

المدارس السلفية :

 

بعد انتهاء الحرب الإيرانية-العراقية سنة 1988 حصل خلاف بين دول الخليج العربي ما أدى بصدام إلى اجتياح الكويت سنة 1990 وهذا ما أدى إلى تشكيل تحالف دولي لتحرير الكويت، هذا التحالف الدولي كان أمامه عقبة شرعية ألا وهي “الاستعانة بالكفار”، فظهر حكم الشيخ الألباني الذي لم يجز الاستعانة بالكفار استنادا إلى أدلة شرعية، في المقابل ظهر رأي لدى بعض علماء السعودية بزعامة الشيخ بن باز يرى بالاستعانة بالكفار، هذه الفتنة التي حصلت بداية التسعينات كانت بداية تفرق السلفية، فظهرت جماعة ترى بوجوب طاعة ولي الأمر طاعة مطلقة، وتحرم الانتخابات، وكل عمل سياسي، وتسمى السلفية العلمية وغلى في هذا الرأي بعض المشايخ كالشيخ أمان الجامي، والشيخ مقبل الوادي، والشيخ ربيع المدخلي، وظهر تيار سلفي آخر يرى بالعمل السياسي ويرى بجواز دخول الانتخابات دفعا للمفاسد وكان على رأسه الشيخ الألباني والشيخ بن باز والشيخ بن عثيمين، وهناك من ذهب أبعد من ذلك إلى جواز الأحزاب السياسية كالسلفيين في الجزائر وفي مصر، وهذا التيار يعرف بالسلفية الإصلاحية، وظهر تيار ثالث هو تيار يرى التغيير عن طريق العمل المسلح ،وتبنى هذا الفكر الجماعات المسلحة كأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، وهذه الخلافات تزيد وتنقص على حسب تشدد كل طرف من الأطراف الثلاثة السلفية العلمية والإصلاحية والجهادية، مع اشتراكهم في كونهم سلفيين واشتراكهم في الرجوع إلى الكتاب والسنة بفهم الصحابة رضي الله عنهم.

 

فركوس وبرنوس المداخلة

 

فركوس الذي ينتمي إلى السلفية العلمية ومقرب من نهج ربيع المدخلي، فالشيخ فركوس محاصر بالمداخلة، لا يستطيع أن يخالف ربيع المدخلي في شيء حتى وإن أخطأ ربيع وكان الشيخ فركوس على الحق، لأن معارضة ربيع تعني تأليب المداخلة عليه، ثم يجعل هدفاً لسهامهم وتسقيطهم وتجريحهم، فولاء المداخلة للشيخ ربيع وليس للشيخ فركوس، وهناك من يقول أن مرجعية الشيخ فركوس ليست مطلقة بل قائمة على تزكية وموافقة ربيع المدخلي، وبهذا يرد مخالفو فركوس على من يرى فيه مفتياً للجمهورية، بدعوى أن شرطين من شروط مفتي الجمهورية لا تتوفر بفركوس هما شرط المرجعية الذاتية، والشيخ فركوس مرجعيته قائمة على مرجعية ربيع، أما الثاني فهو قول الحق، والشيخ فركوس لا يجاهر بآرائه.

 

فركوس وكابوس الإعلام

 

لا يفهم أحد لماذا يتوارى فركوس من الإعلام فلا تجد له تصريحا ولا مداخلة ولا ظهورا في قناة أو جريدة، حتى ظن البعض أنه يحرم وسائل الإعلام أو يبدعها، وأكثر من ذلك دخل فركوس أو أنصاره في ملاسنات مع وسائل إعلام كثيرة بسبب بعض فتاويه المثيرة للجدل، خاصة ما تعلق برأيه في الانتخابات والمظاهرات وطاعة أولي الأمر وسكوته عن أبرز قضايا الأمة الكبرى والفتن المستشرية في البلاد الإسلامية، فلا نكاد نسمع له رأيا في ما يسمى الربيع العربي ولا رأيا في قضايا الساحة مثل داعش والنصرة والانقلاب في مصر والغالب أن رأيه يعاكس تماما الخروج على الحاكم مهما كانت المبررات.

 

 

فتاوى فركوس المثيرة للجدل

 

الزلابية حرام !

أثارت فتوى تحريم الزلابية المنسوبة للشيخ فركوس زوبعة إعلامية سنة 2008، وبدأت القصة عندما نسبت له إحدى الصحف فتوى تحرم الزلابية وحلويات أخرى تعرف باسم “الطمينة”، وهي حلوى تصنع عادة في الجزائر احتفالا بالمولود الجديد، باعتبارها من بدع الصيام والطمينة أيضا، لأنها من البدع التي أدخلت على الدين، “وعمل الحلوى يحتاج إلى دليل شرعي، لأن الطمينة في الغالب عند تقديمها يوضع في وسطها علامة صليب من مادة القرفة”، وتزامن نشر فتوى تحريم الزلابية مع بدء شهر الصيام، حيث يكثر إقبال الجزائريين على شراء هذه الحلوى، وهو ما أوقع جدلا كبيرا في الشارع الجزائري، خصوصا في أوساط “الملتزمين”، الأمر الذي دفع الشيخ فركوس إلى المسارعة في تكذيب ما نسبه له، والغريب أن مواقع الأنترنت والجرائد التي نشرت هذه الفتوى لم تكذب الخبر ولا اعتذرت من الشيخ وهذا ما يدل على سياسة مبطنة، فنشر الشيخ فركوس تكذيب على موقعه يوم 28-8-2008، قوله “نُنَـبِّه فاقدَ التأهيل العِلمي، الذي لا يُحسِنُ التمييزَ بين التمرة والجمرة، ولا بين الشحمة والفحمة، أن يسعى إلى إدراك مسالك الحقِّ والباطل، فيقف مع الحقِّ وأهلِه، ويحشر نفسه مع زمرتهم، ومن تكلَّف ما لا يحسن، وتكلَّم في غير فَـنِّه، أتى بالعجائب”، ثم جاءت فتوى “تحلل أكلها” يوم 4-9-2008، تحت رقم 934 في صنف فتاوى الأطعمة والأشربة، قول الشيخ ” فاعلم أنَّ (الزلابية) كغيرهَا من الحلْوى مَعْدُودَةٌ من الطيِّبَات يَتَغَذَّى بها الجسْم كسائرِ الأطْعمةِ التي يكونُ لها أثرٌ طيِّبٌ على قِوامِ بدنِ الإنسانِ، والأَصْلُ فِيهَا الحلُّ”.

والأهم في الموضوع أن الناس استهجنوا نزول فركوس إلى الإفتاء حول الزلابية، بينما لم يبد مواقفه من أمهات القضايا التي تعتبر قضية حياة أو موت في الأمة.

 

فركوس والتطرف

كثيرا ما عبر الشيخ فركوس عن معارضته لكل أشكال التطرف، وأصدر مع 11 شيخا من شيوخ السلفية العلمية بيانا بتاريخ 12-03-2013 بعنوان “هل السلفية خطر على الجزائر”، وجاء فيه “من وسائل صدِّ هذا الزَّحف السَّلفي خَلْطَ الأوراق ومزجَ المعاني والتَّعميةَ والمغالطةَ، للتَّضليل والتَّلبيس، وتسويغَ محاربة السَّلفيَّة تحت مسمَّى تجفيف منابع الإرهاب وقطع دابِرِه”، للدلالة أن لا علاقة للتيار السلفي بالإرهاب.

لكن إلى اليوم لم نسمع لللشيخ رأيا حول داعش وحول التكفيريين الذين يجندون الشباب للجهاد في بقاع الأرض، مثلما لم نسمع له رأيا في ما يحدث في سوريا والعراق واليمن.

 

تحريم الإحتفال بالمولد النبوي

كتب فتوى يوم 28-03-2005 يرى فيها أن أول من احتفل بالمولد النبوي هم الشيعة الروافض، وأحدثت هذه الفتوى ضجة إعلامية عندما نشرت جريدة جزائرية مقال بعنوان “الشيخ فركوس .. من يحتفل بالمولود فهو شيعي”، ولم يفهم الجزائريون كيف للشيخ بمكانته المرموقة أن يعالج تقاليد ضاربة في الجذور بهذه البساطة، خاصة وأن كثيرين يعتبرون احتفالات الجزائريين بالمولد ظاهرة صحية تظهر مدى الارتباط بالدين الإسلامي ومحبة الرسول الكريم.

 

 

المرأة لا يجوز لها أن تكون رئيسة

في هذه الفتوى التي أصدرها فركوس 15-12-2004، يرى أن مشاركة المرأة لا تصلح سياسيا في المشاركة لتولي منصب رئيس الجمهورية، لكن الرجل لم يفصل في حكم توليها مهام رئيسية أخرى هي أحيانا أخطر من الرئاسة، وكيف للمسلمين أن يداووا نساءهم إذا لم يسمحوا للمرأة أن تكون طبيبة.

 

فركوس والربيع العربي

يرى أن الثورات الشعبية متولّدةٌ من الثورة الفرنسيّة محذرا من أنّها تدعّم التغريب وتفتح باب الغزو الفكري وأنّها تحمل في طيّاتها الفتن والمضارّ النفسيّة والماليّة والخُلُقيّة، معتبرا ضحاياها ليسوا من الشهداء مطلقًا، كما ذكّر أن الإسلام ينهى أشدّ النهي عن دعوة الجاهليّة ،وعليه فإنّ الموت في سبيلها أعظمُ خطرًا وأكبرُ جُرْمًا وأسوأُ مصيرًا.

 

فركوس يحذر من شمس الدين

من جهته لا يتوان فركوس ولا أنصاره في مهاجمة الشيخ شمس الدين الذي لا يقصّر بدوره في جلد السلفية العلمية التي يسميها الحشوية، وفي هذا السياق كتب الشيخ  محمد علي فركوس في رد نشره في الصفحة الرئيسية على موقعه الإلكتروني في الأنترنت أطلق عليه “سلسلة ردود على الشبهات العقدية   “شمس الدين بوروبي”، بأن شمس الدين “يقوم بتلميع صورته البشعة، ويعادي الحق وأهل الحق، وقال بأن شمس الدين منغمس في ظلمات أعمته عن الهدى وصدَّته عن الرشاد، وأنه يماري بالباطل ليُدحِض به الحقَّ، ويتَّبع الظنَّ وأهواء النفس، وأنه يقترف الضلال ويرتضيه بديلاً عن الهدى، وقال فركوس بأن تصرفات شمس الدين لا تعكس اسمه مطلقا، وأورد فركوس قصائد هجاء لشخص يسمى “شمس الدين”، في حين أن صفاته المسيئة للدين تستحق تسميته “ظلام الدين”.

مقالات متشابهة

1 comment

حسين 18 أغسطس، 2015 at 01:13

اتهم الشيخ أبو عبد المعز محمد علي فركوس، ومجموعة من مشايخ السلفية في الجزائر خرجات بعض الصحافيين على غرار مديرة جريدة صغيرة، وكاتب روائي بالإلحاد والطعن في الدين والتشكيك في أصوله، فضلا عن بعض الذين يرمون علماء الإسلام المتقدمين بالسفه والعته وتشويه صورة السلف، مشيرا إلى أن ذلك ينم عن حقد دفين وجهل بأبجديات الإسلام. وانتقد الشيخ فركوس و11 عالما آخر من علماء السلفية بالجزائر، في بيان مشترك وقّعوه صدر أول أمس، مضمون حوار أجرته جريدة يومية مع فتيحة حرفوش نائب رئيس رابطة مسلمي سويسرا، حيث وصف البيان تصريحات هذه الأخيرة بالقبح والجرأة على الدين ومصادره الموثوقة. وفصل الشيخ فركوس وعلماء السلفية بالجزائر في مسألة تنظيم «داعش» الذين رفضوا تسميته بتنظيم الدولة الإسلامية واكتفوا بإطلاق عليه تنظيم الدولة «داعش»، حيث أكدوا في بيانهم أن هذا التنظيم وأتباعه خوارج لا يمتون بأي صلة للإسلام والمسلمين، وهم الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: «لئن أنا أدركتهم، لأقتلنهم قتل عاد»، مضيفين أن التطرف والغلو الذي ينتهجه هذا التنظيم من المحسوبين على الإسلام وما يرتكبه من جرائم وشناعات، كان لا بد من تبيان ضلال هؤلاء الخوارج من دون أن نعود بالنقض على شيء من الدين لا في أصوله ولا في فروعه. وذكر مشايخ السلفية بالجزائر، أنه «لوحظ في الآونة الأخيرة ظهور موجة من الأصوات النشاز لبعض الكتاب والصحافيين الذين رفعوا أصواتهم بكلمات تحمل أنواعا من الإلحاد وصورا من الطعون في الدين والتشكيك في أصوله، ورمي علمائه المتقدمين بالعته والسفه وتشويه صورة السلف الصالحين ومحاولة وضع قواعد جديدة لفهم القرآن والسنة ونشر تصورات غريبة لمعنى الدين والتديّن، وغير ذلك من الأمور المقرفة التي يمُجّها سمع كل مسلم سوي»، وأضاف المشايخ أنه «من بين النماذج الغريبة مديرة جريدة صغيرة نشرت على صفحات جريدتها مقالة سوء على خلفية استنكارها لما قام به تنظيم الدولة «داعش» من حرق للطيار الأردني»، ليعتبر أصحاب البيان أن كل ما ورد في المقال هو «إفك وبهتان»، كما ذكر علماء السلفية أن هناك مثل تلك الإساءات من السوء والجرأة القبيحة والنيل المقصود من الإسلام الموثوقة، في إشارة إلى ما نشرته جريدة يومية حاورت نائب رئيس رابطة مسلمي سويسرا، فتيحة حرفوش، وما ذكرته بشأن وجوب إعادة النظر في ما رواه البخاري من أحاديث نبوية شريفة.وتحدّث المشايخ أيضا عن كاتب صحافي وروائي، في إشارة إلى كمال داود، حيث قال البيان إن هذا الأخير «أصدر رواية هزيلة أخرجها من هزالها الإعلام الغربي لا تحمل شيئا من القيم والأخلاق إلا منكرا من القول وزورا..». وأشار المشايخ إلى ضرورة الاجتهاد في إظهار ضلال بعض المنتسبين للإسلام، مضيفين أنه «من الصواب أن يبين ضلال هؤلاء الخوارج من دون أن نعود بالنقض على شيء من الدين لا في أصوله ولا فروعه ولا رموزه وأعلامه». وأضاف أصحاب البيان أن الخوارج ومنهم «داعش»، قد حذّر منهم النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بقتالهم وفق الضوابط الشرعية، مذكرين أن «داعش» أو تنظيم الدولة، «فرقة ضالة وطائفة منحرفة بعيدة كل البعد عن العلم الصحيح وأهله، فهم لا يصدرون عن علم ودليل ولا ينطقون في حجة وبرهان، لذا لا يمكن نسب أفعالهم إلى الإسلام لأنها ناتجة عن سوء فهمهم له».

تعليق are closed.