26 سبتمبر، 2020
الحوار الجزائرية
وطني

القمح الوطني ..

حين يَــــدْرجُ قلمُك على ورقة من أوراق الوطن، تراه وجِـــلاً يتريث، حَذراً وحُبا، وكأنّ حبره موج يمُـــور مَوراً في أوصاله ويصعب عليك تحديد موضوع للكتابة، فالوطن وإن هاجرت منه فمن المستحيل أن تهجُــرَه، وفي الغالب لا يزيد البعد عنه إلا القرب منه، ورُب غربة خلّدت في القلب وطناً، وربّ مكثٍ امتزج بمكرٍ ! في البداية اخترت فقط كلمة “عمــود ” كعنوان للعمود الذي أنت بصدد قراءته، ثم أضفت كلمة كهربائي لم في الكهرباء من صعق. وخطوط الكتابة تبدو لي كخيوط أوكأسلاك الكهربا،  كلما سرى في حروفها شيء من الإلكترونات كان لها جدوى أو بعض الجدوى ربما … و”الـحــوار” محطة ليست جديدة، لكنها محطة ناهضة وسط غابة متخمة بالعناوين، وتكفي روح الرجل النادر الصادق محمود الذكر: عبد الحميد مهري رحمه الله، تكفي روحه لتبث نفســــا ً جـديدا في فريق إعلامي في الداخل والخارج ليلتقي في هذه المحطة، ولعل صحيفة “الحوار” تكون محطة إعلامية فريدة ومنبراً يحمل همّ التواصل البنّاء وإشاعة الاعلام الجاد والمسؤول، أومطارا يجد قلمي فرصة على مَدرج أوراقه، ويتنسم هواء الوطن، ويقتبس من حبره من حين لآخر. وفي عدد الخميس ٩١ مارس أشار الزملاء في “الحوار” إلى إدماني عدةَ أيام للتعليق على السيسي وتسريباته المتعلقة بالمال الخليجي الذي سُكبَ له سكباَ في أرصدة دولته الجديدة – لعل وعسى يشتد عود الانقلاب ويؤسس لدولة لا تزول بإزالة الرجال – فقلت في نفسي ما لي وللسيسي في أول كتابة لي في “الحوار”، وهي صحيفة جزائرية، ولعل اهتمامي بقمح بلدي أولى من اهتمامي برز الآخرين، فالأقربون أولى بالمعروف، وهنا وجدت قلمي تنتابه رعشة غضب، غضب من كمية القمح المنثور في كل مكان وأكياسه تملأ المخازن والمطامر والجيوب التي لا تستحقه، و تساءلت: متى يؤكل القمح الوطني بوجه حق ويصرف بوجه حق وينتفع به بوجه حق ويعطى لمن يستحق ؟؟أ

مقالات متشابهة