4 أغسطس، 2020
الحوار الجزائرية
اخبار هامة وطني

الجزائر ملاذ الشعوب المستضعفة

شكلت ندوة “الحوار” التي اعلنت انطلاق الحملة التضامنية لإغاثة الشعوب، الصحراوي والفلسطيني والسوري، وذلك بحضور قنصل دولة فلسطين بالجزائر ورئيس جمعية الإرشاد والإصلاح، منبرا إعلاميا لنقل صدى المباراة الودية للفريقين الوطنيين الجزائري والفلسطيني التي لعبت يوم 17 فيفري المنصرم، حيث وصف ضيوف المنتدى أحداث ملعب 5 جويلية بالملمحة التي تصلح أن تكون درسا في التلاحم مع الشعب الفلسطيني ليقتدي به الشعوب العربية، كما تناول المنتدى بالتفصيل خريطة الحملة التضامنية التي تشرف عليها الحركة في إطار عملها الإغاثي للشعوب الشقيقة.

قنصل دولة فلسطين بالجزائر، أشرف أبوعامر:

الجزائر استطاعت أن تحرج الدول العربية بما حدث في 5 جويلية

نسرين مومن

أكد القنصل الفلسطيني بالجزائر أشرف أبو عامر بأنه وجميع الفلسطينين مازالوا يعيشون على هول ما حدث في ملعب 5 جويلية خلال المباراة الودية للفريق الوطني الجزائري مع نظيره الفلسطيني، مشيرا إلى أن تعبير الجزائريين عن دعمهم المطلق للقضية الفلسطينية كان بمثابة درس للشعوب العربية، ووصف ما حدث بـ “الملحمة” التي تمت بشكل حضاري.

وجزم أبوعامر خلال نزوله ضيفا على منتدى جريدة “الحوار” الذي نظم بمناسبة انطلاق الحملة التضامنية لإغاثة الشعوب، الصحراوي و الفلسطيني والسوري، بأن الشعب العربي ككل ينبض وجدانيا بالقضية الفلسطينية وأكد بأنه بوصلته، لكن ما بيده حيلة لتغيير واقعها الفلسطنيين المعاش، رافضا فكرة أن يعود إظهار تلاحم الشعب الجزائري مع شقيقه الفلسطيني بالسلب عليهم، لأن ما حدث حسبه يعد حدث تاريخي ودرسا لابد أن يقتدى به، مبرزا بأن العالم كله سيقلق من الملحمة التي تمت بشكل حضاري وأصلت رسالة إلى العالم مفادها بأن القضية الفلسطينية “خط أحمر”، مؤكدا بأن الرسالة وصلت.

وأشار أبو عامر إلى أنه تابع وبكل اهتمام أصداء مباراة 17 فيفري المنصرم، والتي قال عنها كتاب وسياسيين بأن “الجزائر استطاعت أن تحرج الدول العربية بما حدث”، خصوصا وأن الملعب امتلآ عن آخره بأزيد من 80 ألف متفرج في مباراة ودية فقط، بينما لا تملأ الملاعب بـ 60 ألف فقط خلال مباراة رسمية.

وعن أصداء هذه المباراة الودية في الجانب الإسرائيلي، فقال القنصل الفلسطيني بأن اسرائيل لم تصرح حل ما حدث في ملعب 5 جويلية لكن أكد بأنها قلقة لأنها تقلق بكل ما له اهتمام بفلسطين، منبها إلى أن الكيان الصهيوني يريد إعدام الوعي العربي في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

هناك تراجع عربي رسمي وحقيقي بخصوص القضية الفلسطينية

أبو عامر: التهميش طال فلسطين ولم يبق لنا إلا الجزائر

قال القنصل الفلسطيني بالجزائر أشرف أبو عامر، بأنه لم يبق لفلسطين إلا الجزائر من حيث دعم القضية الفلسطينية، مؤكدا أن جميع الأمم العربية والغربية قد تكالبت عليهم من جميع الأصعدة في ظل تراجع ملحوظ للدعم العربي، وعبّر بالمناسبة عن شكره للجزائر التي عبرت عن موقفها الثابت من القضية.

ويرى ضيف “الحوار” بأن الموقف الرسمي الجزائري يختلف تماما عن مواقف الدول الأخرى، وأوضح بأن هذه الاختلاف يكمن في دعم الجزائر شعبا وسياسة دولة للقضية الفلسطينية ضد الصهاينة، بينما يأتي دعم باقي الدول العربية من الشعوب التي تختلف إرادتها وسياسات هاته الدول.

وأكد أبو عامر بأن هناك تراجع عربي رسمي وحقيقي بخصوص القضية الفلسطينية، على غرار ما يتم التماسه من بعض الدول العربية التي فضلت عن تهتم بمشاكل دول الجوار أو بحجة انشغالها بمصالحها الذاتية كمصر التي تواجه إرهابا داخليا على حد تعبيرها، لافتا بالمناسبة إلى أن الحكومة الفلسطينية تقلت تهديدات رسمية من الولايات المتحدة الأمريكية رفض ذكرها، إلا أن القيادة رفضت الاهتمام بها وطلبت بالموازاة دعم ومساندة الدول الجزائرية في تلك المرحلة، وأضاف يقول أن التهميش الذي طال القضية الفلسطينية وصل حتى إلى الإعلام العربي والعالمي.

ووجه المتحدث شكره الخالص إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي أعلن موقف الجزائر الثابت من القضية الفلسطينية وأرسله إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مبرزا بأن هذا الموقف له دلالاته ورسائله، كما حيا بالمناسبة الشعب الجزائري الشقيق الذي استطاع أن يعبر عن أقصى درجات التضامن خلال مباراة كرة قدم، لافتا إلى دور الجمعيات الجزائرية وعلى رأسها جمعية الإصلاح والإرشاد المهم في تقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني.

أكد بأن برامج الإغاثة نحو الشعب الفلسطيني ليست بالجديدة، مشيرا إلى أن فلسطين اعتادت دعم الجزائر شعبا ودولة للوصول بالشقيق الفلسطيني للعيش بكرامة وأن يصل إلى الاستقلال.

هذا ووجه السفير الفلسطيني بالجزائر لؤي عيسى التي تعذر حضوره إلى مندى جريدة “الحوار” بحكم ارتباطه بزيارة عمل إلى ولاية المسيلة لتفقد أوضاع الجالية الفلسطينية بالمنطقة، وجه تحياته الخاصة من خلال الناطق باسمه القنصل الفلسطيني بالجزائر إلى جمعية الإصلاح والإرشاد، وكذا إلى رئاسة تحرير جريدة الحوار.

الشعب الفلسطيني يعيش أوضاع صعبة جراء انتفاضة السكاكين

أبو عامر: فلسطين مازالت تقاوم ولم تتخلى عن الكفاح المسلح

عبر القنصل الفلسطيني بالجزائر أشرف أبو عامر عن امتعاضه مما يتم تداوله هنا وهناك حول ترك الفلسطينين للكفاح المسلح، معتبرا ذلك مجرد كلام فارغ وإلا فكيف نسمي الطعن بالسكاكين، موضحا بأن الشعب الفلسطيني لا يمتلك آليات الكفاح المسلح لكنه يقاوم باستمرار وعلى كل الأصعدة الممكنة ويشجع كل أشكال المقاومة مهما كانت.

ووصف أبو عامر في رده على أسئل الصحافة، الأوضاع الأمنية بفلسطين حاليا بـ “الصعبة”، وأكد أن انتفاضة السكاكين التي تشهدها الضفة الغربية في الأشهر القليلة الماضية عرفت مواجهة شرسة من قوات الجيش الإسرائيلي وبكل الوسائل المتاحة، وذلك من أجل الضغط على القيادة الفلسطينية للتراجع.

ويرى المتحدث بأن الإرهاب الذي تدعي القوات الإسرائيلية التصدي له يوميا في فلسطين مجرد تلاعب بالمفهوم، مشددا على أن هاته الاتهامات البالية لن تغير من الانتفاضة الفلسطينية شيئا، ولن تثن الشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه وعرضه، مستذكرا بالمناسبة بالاتهامات التي وجهتها إسرائيل لأبو مازن بممارسة الإرهاب عندما أعلن قرار الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية.

وعلى صعيد مغاير، تحفظ القنصل الفلسطيني بالجزائر عن الرد على أسئلة الصحاف فيما تعلق بفتح بعض الدول العربية لسفارات إسرائيلية أو ما يعرف بمكاتب تجارية، وقال بأنه يرفض الخوض في الموضوع.

رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح، نصر الدين حزام:

إغاثة الشعوب ضرورة ملحة بحكم ما نعيش من أحداث

سلط رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح، نصر الدين حزام الضوء على الشق الإغاثي الذي توليه الجمعية الاهتمام الكبير، مشيرا إلى الحملات الثلاث التي أطلقتها لصالح أشقائنا في فلسطين وفي سورية والصحراء الغربية، معتبرا أن العملية الإغاثية ضرورية ملحة بحكم ما نعيشه من أحداث.

وقد التزمت جمعية الإرشاد والإصلاح بعدة ترتيبات وأولويات خلال هذه العملية الإغاثية أولها الاعتبار الوطني، فكما تمد الأيدي لمساعدة الإخوة والأشقاء خارج الوطن، تقدم مساعدات للجزائريين أيضا نظرا لكبر الجزائر وكبر احتياجات، لتأتي بعدها الأولوية الإقليمية، فاعتبار أننا نعيش في منطقة المغرب العربي لا يمكن أن ندير ظهرنا لشعب الصحراء الغربية الذي يئن ويعيش تحت الضغط والتهجير، فضلا عن البعد الحضاري والإسلامي الذي تجسده الجمعية من خلال تقديم الدعم لفلسطين وسوريا والصومال، ليأتي بعدها البعد الإنساني ليقدم نموذج الإسلام كدين رحمة.

وعن نوعية المساعدات التي تقدمها القوافل وطريقة التنسيق التي تعتمدها، أوضح ذات المتحدث بأن الجمعية تتلقى بطاقات وصفية للاحتياجات سواء كانت عبارة عن بناء مستوصف أو مدرسة أو غيرها من المشاريع كحفر الآبار أو دعم الأفران، وبعد دراسة المشاريع والموافقة عليها، تسعى مع الشعب الجزائري لتقديم الدعم لتنفيذها، كما تراسل الوزارات الوصية لإعلامها بتفاصيل المشروع ويتم ذلك بيسر وتنظيم.

ملحمة 5 جويلية عكست صمود الجزائر مع فلسطين

أشار رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح إلى المباراة الودية الأخيرة التي جمعت بين الفرقين الجزائري والفلسطيني في ملعب 5 جويلية، معتبرا أنها ملحمة حقيقية ودليل على أن الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة وأنها عكست موقف الجزائريين الصامد مع القضية الفلسطينية، وأكد في ذات السياق أن حملة جمعية الإرشاد والإصلاح لدعم فلسطين مستمرة على مدار السنة، كما أشار إلى الهبة التي هبها الشعب الجزائري في الـ 2009 تضامنا مع الإخوة في غزة، حيث نزلت المساعدات بغزارة على الجمعية حتى وجدت صعوبات في استقبالها وإبلاغها للفلسطينيين، ما دفع الجمعية لانجاز الهيئة الوطنية للإغاثة التي تعمل اليوم.

وفي رد على سؤال صحفي متعلق بالتركيز الإعلامي على الأحداث في سورية وحجب ما يقع في فلسطين، أوضح ذات المتحدث أن ما يقع اليوم هو قتل بطيء للقضية الفلسطينية على المستوى الفكري والإنساني وعلى مستوى المقدسات بإرادة من الاحتلال الغاصب، إلا أن جمعية الإرشاد والإصلاح تعمل على القضية الفلسطينية على مدار الساعة ولا ترتبط بحدوث قصف لأن مآزرة ونصرة القضية الفلسطينية قضية وجود بالنسبة لنا، كما علينا أن لا نغفل عن الأزمات التي تمس العالم العربي والإسلامي الذي تربطنا به العقيدة والدين، ما يفرض علينا التزامات أخلاقية، دينية وإنسانية.

علينا التخلص من العقلية الإتكالية لبناء الأمة

دعا نصر الدين حزام الحكومة إلى دعم القطاع المجتمعي على أساس النجاعة، حتى تخرج الإيجابية وتترك أثرها في الواقع، كما دعا المجتمع المدني إلى تشبيك العلاقة بين المنظمات المجتمعية الفاعلة، وأن تكون العلاقة كمسعى لتأسيس فضاء وطني، ووجه نداء للشعب الجزائري وللشباب بشكل خاص للمساهمة في البناء الحضاري للأمة لا سيما الجزائرية، موضحا أن ما ينفعنا نأتيه ولا يأتينا، ما يستلزم التخلص من العقلية الإتكالية ومن التخوين، والعمل على أساس الثقة والنصح حتى نصل إلى الحوار والتعاون والشراكة في سبيل خدمة الجزائر وتقوية أركانها وتفعيل دور المجتمع لصنع المجد والكرامة.

الحملة ستنطلق بداية مارس القادم

حزام: الصحراء الغربية تئن وسوريا تصرخ

أوضح نصر الدين حزام أن حملة إغاثة الصحراء الغربية ستنطلق في بداية مارس القادم، نظرا للواقع المزري الذي يعيشه الشعب الصحراوي، فهو يئن تحت الضغط والتهجير ويكابد واقعا مريرا على المستوى الصحي والإنساني، طالبا المرافقة الإعلامية لهذه الحملات التي ليست مجرد وقفة مناسباتية، كما أشار إلى صرخات الشعب السوري واستنجاد النساء والأطفال والشيوخ بها، وإلى معاناة شعب مضايا بريف دمشق الذي يموت جوعا في سنة الـ 2016، وأكد أن جمعية الإرشاد والإصلاح تقدم مساعدات إنسانية باسم الجزائريين لمخيمات اللاجئين السوريين على حدود تركيا وفيما يخص المشاكل التي عرفتها جمعية الإرشاد والإصلاح، فقد أكد نصر الدين حزام أنها أثرت فعلا على الجمعية ولكن ليس بالقدر المقلق، مضيفا عملنا طوال الخمس سنوات الماضية لإعادة الربط والتقارب بين الأطراف، وفعلا ربطنا علاقات من جديد من البعض منهم.

 

 

تغطية: نسرين مومن/ امينة بالعلوة

مقالات متشابهة