23 سبتمبر، 2020
الحوار الجزائرية
وطني

الإعلاميون بين المرغوب والمطلوب

بكل هدوء..!!

السويد: رياض بن وادن

تابعت كغيري بعض الكتابات والتصريحات من بعض الإعلاميين الجزائريين داخل وخارج الوطن..وخلاصة ما يمكن قوله بعد فترة غير قصيرة من المتابعة والقراءة لهم، وجدت أنهم أصبحوا يؤدوا أدوارا -بعلم أو غير علم- غير التي من أجلها جعلت رسالتهم النبيلة هذه، وإلا كيف نفسر أن يتحول الإعلامي من شخص يقدم الخبر ويحلل الأحداث ويعطي رأيه بما أوتي من علم في شتى مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية وحتى المجالات الخيرية والتربوية، أن يتحول إلى لعبة في يد أشخاص يعرف عنهم الحنكة والدهاء والذكاء في إثارة الأحداث وملء الفراغات، وفي توقيت وكيفية نشر الخبر!؟..سواء أكان هذا الخبر صحيحا أم غير صحيح.

 

سيضر الإعلامي بمصداقيته وبتاريخه النضالي يوم يعتبر نفسه بأنه قد كبر من أن يبقى إعلاميا..فيذهب ليبحث لنفسه عن أدوار أخرى كأن يصبح مثلا “قارئ الفنجان” أومفسر خطوط “كف الأيادي” أومترقبا للنجوم منتظرا حظه بما يؤتيه له منها الجن من أخبار وأسرار..فالإعلامي الكبير هو ذلك الذي يحترم نفسه ويحترم الآخرين..يحافظ على شرف المهنة ولا يسمح أبدا لنفسه أن يكون لعبة في يدي أين كان..مهما كان مقامه وقدرته ونفوذه.

 

الشيء المضحك المبكي من الذين جزموا بأنهم يملكون معلومة وفاة رئيس الجمهورية، هو أن معلوماتهم واحدة مع اختلاف مشاربهم وتكوينهم وتوجهاتهم..وهذا دليل قاطع بأن المحرك لهم جهة واحدة..تبيع لهم الوهم وتنفخ في نفوسهم إلى درجة العظمة، بأنهم يملكون علم “اللادني” ثم ترميهم على وجوههم متى تشاء، ثم تضحك عليهم ويضحك الشامتون، ويحزن لهم رفاق الواجب والرسالة، و يفقد المواطن البسيط الثقة في الجميع..والمقصود من كل هذا أن تذهب المصداقية، فلا يؤتمن لا مثقف ولا معارضة، وحتى تحبط المعنويات ويتسرب الشك.

 

ليس أبدا المطلوب من الإعلامي أن يكون يعلم الغيب أوأن ينشر أي خبر مهما كان من أجل أن يقال عنه بأنه المسابق الوعر الذي لا يهزم..بل عليه أن يحافظ على وقاره وعلى رجاحة عقله وعلى هدوئه..و عليه أن يبتعد عن التخيلات الزائدة بأنه أقدر من الجميع..ومثلما كانت تنصحني جدتي -رحمها الله- لابد وأن يترك الفرد لنفسه دائما في هذه الحياة نافذة يطل منها، يجدها يوم تضيق عليه السبل..وخير نافذة تبقي على ماء وجه الإعلامي الجزائري هو كتابته بعد نهاية نشر أي خبر وخاصة الأخبار الحساسة: الله ورسوله أعلى وأعلم..هكذا و”يتهنى الفرطاس من حكان الراس” عند كل موقف محرج يبطل ما كتب أوما أكد وأقسم!!!.

 

 

 

مقالات متشابهة