19 سبتمبر، 2020
الحوار الجزائرية
الحدث وطني

خبراء: ولوج الجزائر لمناطق التبادل الحر مؤشر نجاح في المستقبل

بن خالفة: التركيز على قاعدة المنشأ للمنتجات قيد التبادل

ناصر: الجزائر أولى بالسوق الإفريقية…

جمعة: السوق الافريقية الحرة ستوفر للخزينة 10 مليار دولار

بريش:  دعوة لإنشاء مناطق للتبادل الحر ..

أكد ثلة من الخبراء في الاقتصاد والتجارة الدولية في حديثهم لـ ” الحوار” أن الجزائر ستكون من الدول الناجحة والتي يمكن أن تفرض سيطرتها على السوق الإفريقية الحرة إذا ما استخدمت كل وسائلها وامكانياتها وتفعيل فكرها الاقتصادي، مما يجعلها على هرم الدول التي تبيع وتشتري في الفضاء الافريقي، كما تحدث هؤلاء الخبراء في الشروط التي يجب أن يتقيد بها المتعاملون الاقتصاديون الجزائريون لإثبات وجودهم كقوة اقتصادية تضاهي اقتصاديات الدول الكبرى التي تدخل هذا الفضاء الافريقي الكبير والواعد.

لا يجب جعل السوق الافريقية فضاء للبيع والشراء….

وفي السياق، قال المبعوث الخاص لمنظمة الوحدة الإفريقية، الدكتور عبد الرحمان بن خالفة في حديثه لـ ” الحوار” إن دخول الجزائر إلى منطقة التبادل الحر الإفريقية يستلزم التقيد بجملة من الإجراءات الواجب اتباعها حتى تضمن مكانتها الاقتصادية في القارة السمراء، عدم جعل السوق الافريقية فضاء للبيع والشراء لمنتجات غير محلية، أي الحفاظ على قاعدة المنشأ للسلع والخدمات من حيث صناعتها، وقيمتها الفعلية على أن تكون قابلة للتسويق ولو جزئيبا بين الدول الإفريقية، وكذا السعي من أجل جلب النظر دول القارة السوداء وتصدير منتجاتنا المحلية، كما يستوجب على الجزائر ضرورة كسب الفضاء الافريقية من أجل الحصول على الاستثمار المباشر، لأن هشاشة الاقتصاد الإفريقي ظهر في الغذاء الذي يأتي خارج حدودها، مشيرا إلى أن الجزائر لها مؤهلات كبيرة في عديد الصناعات التي تستطيع أن تنافس الدول التي تنشط في الفضاء الافريقي، وقال بن خالفة نحن نرافع على الصناعة الصيدلانية والمنتجات الفلاحية التي حققت نموا معتبرا واجتياح السوق الافريقية الحرة لما لها من فوائد كما قال قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى، باعتبار السوق الإفريقية هي جزء من الإدماج الإفريقي، وحتى لا تبتلعنا الدول الأخرى، ومن بين الآليات الأخرى التي يراها بن خالفة ضرورة لابد منها، يجب تفعيل والانضباط في عملية تبادل المعلومات بين البنوك التي ستكون طرفا في عملية البيع والشراء، ومن ضمن الروابط الأكيدة التي يجب أن تشد عضد السوق الحرة الإفريقية إظهار التآزر بين أرباب العمل والشركات  المصدرة والوكالات التجارية، لأن الأسواق ذات الصلة التي سبقتنا بدأت هكذا على غرار السوق الأوروبية حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، مؤكدا أن الفضاءات التجارية الجهوية أقوى من اقتصاديات الدول المنفردة.

يجب الاستفادة الفعلية من التكتلات الاقتصادية السابقة

من جهته، اعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور بريش عبد القادر منطقة  التبادل  الحر الافريقية تكتل  هام بالنسبة  للجزائر، إذ ستسمح للمنتجات الجزائرية، بالدخول  الى  الأسواق الإفريقية، مؤكدا لـ ” الحوار”  أن مستقبل الاقتصاد  الجزائري وتنويع   الصادرات خارج  المحروقات يتطلب  المعرفة  الحقيقية لطبيعة  الأسواق الإفريقية ومعرفة احتياجات هذه  الأسواق  والاستفادة  من المزايا التفضيلية التي تتيحها  اتفاقية  التبادل  الحر  الإفريقية، وقد  أشار  بيان مجلس  الوزراء الأخير يضيف بريش  إلى  ضرورة  الاستفادة  من التجارب  السابقة وتفادي سلبيات الانضمام  الى مثل  هكذا  تكتلات  اقتصادية  والاستفادة  من دروس  منطقة  التبادل  الحر  العربية  التي  لم نستفيد منها  كثيرا، داعيا إلى

ضرورة  الانتباه إلى  القضايا  الحساسة  خاصة  مسألة المنشأ  الاصلي للسلع والبضائع  التي تكون  محل  إعفاءات  ومزايا تفضيلية في  التبادل  التجاري بين الجزائر    والدول  الإفريقية.

هذا، وقال بريش الدخول إلأى السوق الحرة الافريقية يتطلب تكوين بنية  تحتية  لوجستية  وخاصة  مسألة  النقل  لتسهيل  وصول السلع الجزائرية  الى عمق الدول  الإفريقية، داعيا إلى ضرورة  انشاء مناطق للتبادل الحر  خاصة  مع  دول  الجوار  ونذكر  هنا موريطانيا  ومالي  والنيجر  والتشاد لتنمية المناطق  الحدودية بجنوبنا  الكبير.

على الجزائر الاستفادة من 3 تريليون دولار المتادولة في السوق الحرة

من جهته، يرى الخبير الاقتصادي الدكتور سليمان ناصر في حديثه لـ ” الحوار” أن الأولى بالسوق الحرة الإفريقية هي الجزائر بدل التجارة الذين ينشطون فيها القادمين من قارات أخرى، وقال سليمان إن الفضاء الإفريقي السلع والخدمات الجزائرية أولى بها من غيرها، وباعتبار الجزائر بوابة افريقيا، يجب حجز مكانتها في قاعدة هذه السوق التي تدور في فلكها 2 أو 3 تلييون دولار، التي يجب أن يستفيد منها المتعاملون الاقتصاديون الجزائريون.

وقال سليمان في الوقت ذاته، إن دخول السوق يتطلب اتباع عدة إجراءات هامة منها يقع على المتعاملين الاقتصاديين الجزائري اختيار الدول التي يتعاملون معها من حيث تكافؤ فرص التعامل، لأن السوق روادها مختلفون منهم دول ذات اقتصاد ضعيف على غرار النيجر ومالي، ومتعافى كروندا، وبوتسوانة، وإيثيوبيا، ومن الشروط التي يجب على الجزائر توفيرها تحرير القطاع البنكي الذي يعد أحد عوامل الهامة لتحرير التجارة الخارجية.

الاصلاح البنكي وتفعيل السفارات عوامل النجاح في الفضاء الافريقي

وفي الإطار ذاته، اعتبر الخبير في التجارة الدولية الدكتور نبيل جمعة قرار ولوج الجزائر سوق الإفريقية الحرة بالصائب، وذلك كما قال لـ ” الحوار” إن الجزائر ستكسب الخزينة العمومية 10 مليار دولار التي كانت تهرب على شكل السلع والخدمات عبر الحدود الوطنية، خاصة وأن المنتجات قيد التهريب هي تلك التي شملها دعم الدولة مثل زيت المادة، السكر، الفرينة والسميد، والتي تكلف ميزانة الدولة من 16 إلى 17 مليار دولار عند استرادها، مشيرا إلى أن إجراء الدخول إلى سوق الافريقية سيجعل تلك المواد تدخل إلى الدول الجوار وفي العمق الإفريقي بصورة قانونية وتضمن عائداتها المالية لخزنة الدولة، وأضاف نبيل يقول يجب أن تبرم الجزائر اتفاقيات في التجارة البينية الافريقية ضمن قاعدة رابح رابح حتى تتخلص من الضرائب والرسوم الجمروكية، ويرى أن إصلاح المنظومة البنكية وتفعيل السفارات المعتمدة في الدول الافريقية، وتفعيل الاتفاقيات التي تربطها بالدول الافريقية من أهم العوامل التي ستعمل على نجاح الجزائر في الفضاء التجاري الافريقي

نصيرة سيد علي

مقالات متشابهة