25 سبتمبر، 2020
الحوار الجزائرية
اخبار هامة

التسممات الغذائية…. من يتحمل المسؤولية ؟

– زبدي : حملة “لا تسقني سما” نجحت في كشف المستور
– غلق أكثر من 230 محل تجاري ماي الماضي
لا يزال المواطن يدفع ثمن الغش وعدم احترام شروط السلامة الغذائية،من صحته حيث يشهد فصل الصيف سنويا حالات تسمم عديدة فردية وجماعية،رغم حملات التوعية والتحسيس إلا أن الحوادث لا تتوقف بسبب عدم احترام شروط الحفظ التبريد أو الغش وأسباب اخرى منها إهمال المواطن وتساهلهم في اقتناء مواد سريعة التلف معروضة في الأسواق الشعبية .
فمن المسؤول عن التسممات الغذائية التي تحصد أرواح عشرات الجزائريين كل صيف؟ هل هو تقصير في عمل مصالح الرقابة؟ أم غياب الثقافة الاستهلاكية لدى شريحة واسعة من الجزائريين ؟

الأسواق الشعبية ….البؤرة الأخطر

تحوّلت الأسواق الشعبية إلى نقطة سوداء يتم فيها عرض مختلف أنواع المواد الغذائية تحت درجة حرارة عالية، وسط انعدام تام لثقافة الاستهلاك التي وجد فيها بعض منعدمي الضمير فرصة لبيع منتجاتهم وسط ظروف لا تتماشى مع أبسط المعايير المتبعة، فجولة بسيطة في أسواق الحراش، بومعطي، ساحة الشهداء، وباب الوادي يلحظ المتجول الإقبال الكبير على اقتناء المواد الغذائية سريعة التلف والتي تتوسط تلك الأسواق، وبأسعار تقل بكثير عما تباع به في المراكز التجارية والمحلات الصغيرة، حيث يلعب السعر دورا كبيرا في زيادة حجم الإقبال على هذه المواد رغم ما تشكله ذلك من خطورة كبيرة على صحة المواطن الذي أصبح غير مكترث تماما بما تشكله تلك المواد من خطورة كبيرة على صحته.
900 حالة تسمم غذائي في الأشهر الأولى من 2018
أكد المدير العام للوقاية وترقية الصحة، جمال فورار ان مصالح الوزارة سجلت أكثر من 900 حالة تسمم في الأشهر الأولى من سنة 2018، في حين بلغت عدد التسمّمات السنة الماضية أكثر من 10 آلاف حالة، مشيرا إلى أن 40 بالمائة من هذه الحالات تقع خلال الحفلات والتجمعات العائلية و60 بالمائة بالمطاعم الجماعية خاصة المدراس والجامعات.
وأضاف فورار أنّ الإصابة بالتسمّمات الغذائية شهدت ارتفاعا محسوسا خلال السنوات الأخيرة حيث انتقلت من 3838 حالة خلال سنة 2014 إلى 5191 سنة 2015 ثم أكثر من 10 ألاف في 2017 متوقعا ان يرتفع العدد هذه السنة خاصة في موسم الاصطياف والأعراس .
وأشار ذات المتحدث أن هذه الأرقام لا تعكس العدد الحقيقي لحالات التسمم، حيث تصل إلى المستشفيات الإصابات الجماعية التي تصرح بها المراكز الصحية في الأعراس أو المطاعم الجماعية التابعة للمؤسسات التربوية والجامعات ومؤسسات اخرى، مشيرا إلى ان العديد من الحالات الفردية لا تقصد المستشفيات وتفضل التداوي الذاتي .
واستنادا إلى أرقام وزارة الصحة فقد تم تسجيل أكثر من 789 بؤرة موزعة على “475 بؤرة خاصة تمثل الوجبات العائلية و التجمعات العائلية و31 محل أكل سريع و52 بؤرة إطعام و 45 بؤرة جماعية (مؤسسات) و 192 بؤرة ما بين مدارس ابتدائية ومتوسطات و جامعات وثكنات عسكرية…).
وبخصوص عدد الحالات على مستوى الولايات التي سجلت بؤر تفوق 10 حالات تأتي ولاية البويرة، في الصدارة ب882 حالة متبوعة بباتنة (266) و الجلفة (261) وجيجل (243) والجزائر العاصمة (234) و معسكر (210) وورقلة (139) وتيارت (139) وبجابة (123) و الوادي (120) وخنشلة (114) وسيدي بلعباس (116) والبيّض (110) وسعيدة (106) و بومرداس (103) حالة.
ولتفادي وقوع مآسي جديدة شدّدت وزارة الصحة، على ضرورة غسل الخضر و الفواكه قبل استعمالها والتأكد من تاريخ انتهاء الصلاحية، ومن أن درجة الثلاجة لا يجب أن تقل عن 4 درجات وغسل اللوحات الخاصة بالتقطيع و جميع الأواني وإزالة التجمّد داخل الثلاجة”.

حملة “قف لا تسقني سما” تتواصل

كشف رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي أن المنظمة في انتظار تحرك ايجابي من قبل وزارة التجارة لمنع نقل المواد الغذائية عبر الشاحنات وتعريضها للشمس، مشيرا في حديث لـ”الحوار” أن هناك فراغ قانوني كبير حيث لا يتم تسليط أي عقوبة على هؤلاء رغم الخطورة التي يشكلها هذا النوع من النشاط ، وفي حديث عن حملة ” لا تسقني سما “، قال زبدي أن الحملة انطلقت بقوة في موسمها الثالث حيث تشهد مشاركة واسعة للمواطنين الذين يقومون بالتبليغ عن المخالفات التي ترصدها عدساتهم عبر مختلف ولايات الوطن، على من يحمل مواد غذائية سريعة التلف مضيفا أن الحملة في عامها الثالث تهدي للمواطن المبلغ عن المخالفات والفائز بأحسن صورة “عمرة”، مشيرا إلى وصول عدد كبير من الصّور للمنظمة من مختلف مناطق الوطن لشاحنات ومستودعات كبيرة تنعدم فيها شروط التخزين
وللإشارة تواصل المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك فضح طرق التخزين،النقل و عرض المشروبات والمواد الغذائية بدون شروط حفظ ، عبر حملتها الفيسبوكية” لاتسقني سما”، التي تهدف للفضح المتلاعبين بصحة المواطن ،وكذا تقديم النصح والتوعية وإرشاد المستهلك، حيث تبادر المنظمة إلى إطلاق صفارة الإنذار عندما يتعلّق الأمر بوجود منتج غير مطابق يهدد صحة المستهلك، عبر جملة الإجراءات والخطوات التي تجنّبه الوقوع ضحية تسمم غذائي، وهو ما حدث في عدة مرات، حيث تم سحب منتجات هددت صحة المستهلك، وتم إعلام التجار بها لأخذ الاحتياطات اللازمة، ويبقى دور المنظمة استباقي، لأنه يتعلق بالتوعية والتحسيس.

19 ألف تدخل مع غلق 236 محل في ماي الماضي

وأوضحت حصيلة لمديرية التجارة تحصلت الحوار على نسخة منها انه في إطار عمل أعوان الرقابة و مكافحة الغش لمديرية التجارة لولاية الجزائر تم تسجيل أكثر من 19 ألف تدخل تم خلاله تحرير 2866 محضر وأمر بإغلاق 236 محل، كما سجلت نفس المصالح في الأسبوع الأخير من شهر رمضان تم تسجيل 8096 مخالفة
وتم خلال الفترة المشار إليها فيما يخص مراقبة النوعية و قمع الغش و مراقبة مدى مطابقة الممارسات التجارية للقوانين المنظمة للقطاع أسفر عن تحرير4379 محضر متابعة قضائية ضد التجار المخالفين، فيما بلغ عدد عمليات المراقبة 19056تدخل عبر محلات البيع بالتجزئة و الجملة و كذا على مستوى الوحدات الإنتاجية.
كما صدر 236 اقتراح غلق للمحلات في الفترة المشار إليها لارتكاب أصحابها مخالفات للقوانين المنظمة للعملية التجارية .
وحسب ذات الحصيلة ، فقد فاقت قيمة السلع غير المفوترة المعروضة للبيع عبر مختلف الفضاءات التجارية بالعاصمة خلال شهر ماي أزيد من 337 مليون دج بينما تجاوزت قيمة الأرباح غير الشرعية المرفوعة من قبل أعوان مديرية التجارة 740 ألف دج.
يذكر ان مديرية التجارة لولاية الجزائر جندت و بمناسبة حلول شهر رمضان زهاء 332 فرقة لمراقبة الجودة والنوعية وقمع الغش وكذا مراقبة الممارسة التجارية و تم توزيع الفرق على جميع الأسواق الجوارية والمساحات التجارية الكبرى بالعاصمة في إطار حماية المستهلك وتنظيم آلية السوق وضبطها.

سهام حواس

مقالات متشابهة