27 أكتوبر، 2020
الحوار الجزائرية
اخبار هامة الحدث

90بالمائة من الأكل يرمى في رمضان

-جمعنا 7أطنان من الخبز لحد الساعة
-النفايات المنزلية تتضاعف بـ 3مرات خلال رمضان
-جمع ما يقارب 2700 طن من النفايات المنزلية يوميا
-” نات كوم “تشتغل ليلا نهارا في الشهر الفضيل

دق المدير العام لمؤسسة “نات كوم” أحمد بلعاليا، في حواره المطول مع يومية “الحوار” ناقوس الخطر،عن آخر أرقام النفايات المنزلية التي تم جمعها لحد الساعة، والمقدرة بـ 2700 طن يوميا ، في حين تم تسجيل خلال اليوم الأول فقط 3ألاف طن من مختلف النفايات ، أما فيما يخص قيمة المواد المستهلكة المبذرة خلال رمضان فقد أحصت مصالح “النات كوم” ما قيمته 7أطنان من الخبز وهو الرقم الفاضح للتبذير خلال هذا الموسم الديني الذي من المفروض ان تكون مناسبة للحد من هذه الظواهر السلبية المنافية للقيم الدنية و عادات و تقاليد المجتمع الجزائري.

أولا و قبل كل شيء هل من تقديم لمحة عامة على مؤسسة “نات كوم” ؟

هي مؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري تابعة لولاية الجزئر، أنشئت في أواخر 1996، واليوم تغلق 20 سنة من تجربة التكفل بجمع و تسيير النفايات، تعتبر أول مؤسسة عبر التراب الوطني التي أنشئت لهذا التنظيم و جاءت كتكملة للعمل الذي كانت تقوم به مدينة الجزائر سابقا، حيث تتكفل المؤسسة بكل ما يتعلق بتسيير النفايات بداية من كنسها وجمعها ونقلها حتى إلى تسيير مراكز التخلص من النفايات، ومع الوقت تطورت هذه المهمة وأصبحت مركز مستقل بذاته كمؤسسة كما استقلت مهامه عن الهيئات الأخرى ، وبقيت المؤسسة تشتغل فقط على جمع نقل النفايات المنزلية في مختلف مراحلها ، كما تشرف “نات كوم” على 26 بلدية والتي تمثل العاصمة قديما ، تضم مؤسستنا 5ألاف عامل في كل تخصصاتهم، كما تشتغل بطريقة مستمرة ليلا نهارا و24ساعة على 24 على مدار الأسبوع طيلة السنة، وحتى في المناسبات و لا تتأخر المؤسسة على أداء مهامها بدون انقطاع مهما يكن.

-يكثر التبذير في شهر رمضان فهل لمستم هذا، وكم أحصت المؤسسة من الكميات المبذرة خاصة الخبز و كم هي كمية النفايات المنزلية التي تم رفعها من طرف مصالحكم إلى حد الساعة ؟

كان التبذير خلال هذا الموسم فاضحا جدا في نفايات المواطنين وغير مقبول إطلاقا ، ولم يقتصر على مادة استهلاكية دون الأخرى حيث رأينا أن هناك بعض نفايات المواطنين لم تتضمن بقايا الطعام بل كانت عبارة عن مواد استهلاكية طازجة بحد ذاتها، الأمر الذي يدفعنا للقول بأن الجزائريين خلال هذا الشهر رموا ما نسبته 90% من أكلهم في النفايات هباء منثورا، على غرار الزلابية قلب اللوز وحتى الخبز الذي كان حاضرا بقوة هذه السنة أيضا على رأس قائمة المواد المبذرة، إذ أن سلطاتنا جمعت 7أطنان من الخبز لحد الساعة، أما النفايات الأخرى المجموعة فقد وصلت في بعض الأحيان إلى ثلاثة مرات الكميات المعتادة في غير شهر رمضان حيث وبلغة الأرقام تم جمع ما يقدر 2700 طن من النفايات يوميا في بعض الأحيان، في حين وصلت في أحيان كثيرة إلى 3آلاف طن، وهو معدل خطير بالعودة لبرنامج أكل المواطنين الذين يأكلون بمعدل مرة واحدة في اليوم فقط، هنا نطرح علامة استفهام كبيرة بالنسبة لعادات المجتمع الجزائري خلال شهر رمضان.

-ما هو البرنامج المسطر لإضفاء بلديات نظيفة في شهر رمضان على غرار باقي أيام السنة؟

بالنسبة لبرنامجنا كثير من الناس ربما يجهلون حقيقة عملنا و برنامجنا المتبع في على مدار أيام السنة بل حتى في المناسبات والأعياد الدينية، فكما سبق أن سلفت الذكر برنامجنا مستمر على مدار 24 ساعة بحيث لا تتوقف حظائرنا، وتعمل بنظام تناوب الفرق إذ تعمل الفرقة الأولى نهارا لتنوبها الفرقة الثانية ليلا، ولكن جدير بالذكر أنه لا يوجد وقت فراغ بين الفرقتين حيث هناك دورات تتوسط عملهما معا، فهناك دورة على الرابعة صباحا في كبريات الشوارع والأحياء و عواصم المدن والبلديات ، ثم تعاد الدورة على الثامنة صباحا لجمع ما قد يرميه المواطنون في طريقهم للعمل، وقد تكون هناك دورة للمرة الثالثة على التوالي في تمام الواحدة زوالا على مستوى البلديات التي تعرف كثافة سكانية كبيرة أو حتى في الأحياء التجارية، كما أن هناك دورة على الثالثة مساءا ، أما دورات الليل فتكون ما بين التاسعة والعاشرة ليلا ، إذ تسبقها دورات خفيفة بالشاحنات الصغيرة التي تجوب المدينة ما بين الرابعة والسابعة مساءا، وهذا ما يظهر استمرار عملية التنظيف وجمع النفايات، ولو أننا نتمنى أن يأتي اليوم الذي يتفهم فيه المواطنون الضغط الواقع علينا ، فهذه الأجهزة الحديثة التي تخفف من ضغطنا إلى جانب الشاحنات التي تشتغل ليلا نهارا لن تعمر أكثر من ثلاثة سنوات بهذه الوتيرة، خاصة باستفحال ظاهرة عدم احترام الأوقات المخصصة لرمي النفايات، وصلت بعض الدول الأوروبية للاكتفاء بتنظيف وتطهير مقاطعاتها بمعدل مرة واحدة فقط في أربع أيام، كما تعتمد على الفصل بين النفايات واحترام الأوقات المبرمجة لذلك ، ولكننا كمؤسسة تنظيف نسعى لمضاعفة المجهودات وتخصيص عمال إضافيين في بعض المهام ولكن للأسف رغم هذه المساعي نعيش ضغط كبير، ولابد للمواطنين أن يفهموا أنه في الوقت الذي يفطر فيه باقي الناس على طاولة العائلة ، يجوب عامل التنظيف الشوارع لاحتواء ما خلفته شرائح المجتمع الجزائري، كما أنه لو يكون هناك تعاون مع مصالحنا وتفهم لعملهم لأضحت كل شوارعنا نظيفة، مما يعطي للمؤسسات المعنية الوقت الكافي لتنظيم استراتيجياتها والتطوير من أساليبها و وسائلها.

-كيف ستبرمجون عملكم يومي العيد خاصة أن النفايات تكثر خلال هذه المناسبة الدينية؟

دائما وكالعادة نتأهب لاستقبال عيد الفطر بحيث نحظر ليلة العيد الشوارع الجزائرية لاستقبال بهجة هذه المناسبة الدينية ، كما سيكون لنا برنامج تدعيم التدخل تحسبا لأي تراكم للنفايات المنزلية، في حين سيخرج أول فريق عمل في الصباح قبل صلاة العيد لتنظيف الأحياء وبعد إكمال الصلاة ننظم دورة ثانية لجمع النفايات وغسل محيط المساجد وبعض الساحات الكبرى والمساحات العمومية ، ثم تبرمج دورات متتالية ليومي العيد وحتى اليوم الثالث الذي يعقب المناسبة ، كما سيكون هناك تكفل تام بتجنيد كل وسائل المؤسسة في وقت واحد لكي يتم العيد في أجواء نظيفة وظروف جيدة، لكن نتأسف دائما من سلوك المواطنين الذي يتغير نمطهم من أول يوم انقضاء رمضان لتتقلب موازين أوقات رمي النفايات، الأمر الذي قد يذبذب نظام عملنا ويساهم في إتعاب عمال التنظيف بدل مساعدتهم والتسهيل من أداء مهامهم.

يتبع
حاورته :سعيدة.ج

مقالات متشابهة