10 أغسطس، 2020
الحوار الجزائرية
اخبار هامة الحدث

الله يهديك يا فركوس!

 رد رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق قسوم على الإتهامات الأخيرة التي ساقها شيخ السلفية الأول محمد علي فركوس لمنظمته قائلا: “إن النهج الذي أرساه مؤسسها عبد الحميد بن باديس لا زال هو الغالب داخل الجمعية التي لم تحد يوما عن المسار الصحيح”، مضيفا بالقول: “على فركوس أن لا يكتفي بالكلام ويقدم أدلته على العلن وإن ثبتت إدعاءاته وتحرر من المدخلي فسنسلمه مقاليد الرئاسة داخل الجمعية ليقومها ولكن هذا لن يكون”.

“الله يهديه” هكذا علق رئيس جمعية العلماء المسلمين على الانتقادات الأخيرة لزعيم المدخلية في الجزائر علي فركوس وقال قسوم خلال اتصال هاتفي مع “الحوار” لا زلنا ثابتين على المنهج الذي وضع خطواته الشيخ عبد الحميد بن باديس قبل أكثر من ثمانين سنة ليضيف أن ما قاله فركوس لا يستحق أن يرد عليه، ولكنه يتحداه إن كان قادرا على إعطاء دليل واحد على أن جمعية العلماء المسلمين حادت عن الطريق.

هذا وأفاد قسوم أن الشيخ فركوس لا زال لم يهضم كيف وقفت جمعية العلماء المسلمين ضد فتواه الأخيرة التي تشجع على تفرقة المجتمع الجزائري وتغذي نار الفتنة ولذا هاجمها في كلمته الأخيرة الموسومة بـ “تبيين الحقائق للسالك تَوقِّي طُرُق الغواية وأسبابِ المهالك”، وكشف ذات المتحدث قائلا إنه لم يتلق بعد أعضاء مكتبه الوطني للتباحث في أمر الاتهامات الأخيرة، لكنه استعبد اللجوء إلى الطرق القانونية كرفع دعوى قضائية ضد فركوس.

وفي السياق، نشرت الصفحة الرسمية لجمعية العلماء المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي بيانا معنونا بـ “الفتنة تطل من جديد” وقالت فيه إن فركوس تحدى بكلمته الأخيرة مشاعر الشعب الجزائري وطعن في مؤسساته وهيئاته وعلمائه، مواصلا “بث سموم الفرقة وغير مكترث بعواقب هذا الخطاب الذي صار يطل به على الجزائريين بين الفينة والأخرى كما تطل الفتنة من حين لأخر على الأمم فتنسفها نسفا”. ودعا البيان أيضا فركوس إلى التوبة وعدم العبث بوحدة الأمة وإخراج عموم الجزائريين من دائرة أهل السنة والجماعة، هذا الأمر الذي اعتبرته جمعية العلماء المسلمين يضع الجزائر في فوهة المدفع مما يعرضها لمخاطر قد تدفع ثمنها غاليا.

مولود صياد

______________

تراجع عن محتوى كلمته الشهرية حول أهل السنة.. فركوس:

لم أكفر الجزائريين وجمعية العلماء حادثت عن طريقها!

في الوقت الذي لا تزال الكلمة الشهرية لزعيم التيار السلفي بالجزائر الشيخ فركوس تلقى موجة من الانتقادات على جميع المستويات لما حملته من إقصاء لفئة كبيرة من الجزائريين، خاصة أنه أكد أن الإخوان والصوفية والأشاعرة ليسوا من أهل السنة، ها هو في كلمته الشهرية الجديدة والمعنونة بـ”تبيين الحقائق للسالك لِتَوقِّي طُرُق الغواية وأسبابِ المهالك”، يرد على موجة الانتقادات التي طالت مقاله الشهري السابق، معتبرا إياها مجرد افتراءات ولا دليل لها.

وأكد الشيخ فركوس في كلمة الشهرية المعنونة بـ “تبيين الحقائق للسالك لِتَوقِّي طُرُق الغواية وأسبابِ المهالك” والتي خصها للرد على الجدل الكبير الذي أحدثته الكلمة الشهرية، أنه “قَدْ حاولتُ ـجادًّاـ مِنْ خلالِ النَّظر في الرُّدود على مقالي السَّابقِ، والموسوم ﺑ: “تسليط الأضواء على أنَّ مذهبَ أهلِ السُّنَّة لا يَنتسِبُ إليه أهلُ الأهواء” أَنْ أجِدَ ـ في أقلام الكُتَّاب المخالفين، الَّذين ادَّعَوْا لأَنْفُسهم الصِّدقَ والإنصاف، وفي مقالاتِ المُعترِضين وتعليقاتِهم، مِنَ الصحفيِّين المُنتسِبين إليهم والمأجورين وغيرِهم ـ انتقادًا بنَّاءً أو اعتراضًا مُفيدًا، يحمل بصيصًا مِنْ نورٍ أو أَثَارةً مِنْ علمٍ لعلَّها تنفعني، لكنِّي ـ مع الأسف الشَّديد ـ لم أجِدْ لهم صِفةَ الصِّدق خُلُقًا، ولا العدل متَّصَفًا، ولا الحقِّ مُنصَفًا، بل حليفُهم الافتراءُ والادِّعاءُ المجرَّد عن الدَّليل، المُفرغ عن الحُجَّة”.

وأوضح فركوس أن جميع من رد على مقاله الشهري السابق “سلكوا فيها سبيل التَّناقض والالتواء، في محاولةِ تدعيمها بكُلِّ ما يَصِلُ إليهم مِنْ أكاذيبَ وأباطيل، وحشَوْا مقالاتِهم وسوَّدوا صحائفَهم بما افترَتْه أقلامُهم المسعورةُ مِنَ التَّهجُّم والنَّبز بالألقاب الشَّنيعة والصِّفات الذَّميمة التي رمَوْني بها بلا مُستنَدٍ ولا دليلٍ، مع تقطيعٍ للمعنى الذي تحمله عباراتي وألفاظي، وإظهارٍ للتَّعجُّب منها، وغيرِ ذلك ممَّا يُعَدُّ فجورًا في الخصومة، وخروجًا عن الأدب الرَّفيع، وبُعدًا عن القصد مِنَ المناظرة والمناقشة، فقَدْ نَسبوني ـظلمًا وزورًاـ إلى ما هم أَوْلى بالاتِّصاف به، مِنَ التَّكفير والغُلُوِّ والطُّغيان والضَّلال والسَّفه والغوغائيَّة”.

ويرى المتحدث أنَّ “مصلحةَ اجتماعِ الجزائريِّين إنَّما تقومُ على العقيدة الإسلاميَّة الصَّحيحة التي جمعَتْ سلفَنا الصَّالح بالإخلاص والمتابعة، لا على طريقة المخالفين المُتَّبَعة في الاجتماع والائتلاف ولمِّ الشَّمل، المبنيَّةِ على دعوةٍ مُخالِفةٍ للتَّوحيد والمتابعة، والسَّائرةِ على عقائد المتصوِّفة والمتكلِّمين المُجادِلين”.

ونفى الشيخ فركوس عن نفسه تهمة تكفير الجزائريين بالقول “دعوى أنِّي أُكفِّر ـبهذه الكلمةـ المخالفين مِنَ المسلمين فهي دعوى كاسدةٌ، تشهد فتاوايَ ومؤلَّفاتي بخلافها، ويُقِرُّ المنصفُ ببطلانها؛ إذ لا يخفى أنَّ “مَنْ كفَّر الثِّنتين والسَّبعين فِرقةً كُلَّهم فقَدْ خالف الكتابَ والسُّنَّةَ وإجماعَ الصَّحابة والتَّابعين لهم بإحسانٍ”.

واستغرب زعيم التيار السلفي بالجزائر ربط اسمه بالعشرية السوداء قائلا “بل قرنوا اسْمِي بأحداث التِّسعينيات وسفكِ الدِّماء واستحلال الأعراض مِنْ غيرِ بيِّنةٍ ولا برهانٍ، وهم أعلمُ بأصحاب هذه الفتنةِ ومَنْ سعى في خراب البلاد وإفسادِ العباد، وغيرها مِنْ أنواع الشَّتيمة التي يستخدمها المُبطِلون والضُّعَفاء، الَّذين لا يحصِّلون مِنَ العلم أو الحقِّ طائلًا؛ إذِ الشَّتيمةُ والوقيعة والتَّهجُّم عند النِّقاش حيلةُ العاجز وبضاعةُ المُفلِس؛ “فإنَّ الرَّدَّ بمجرَّد الشَّتم والتَّهويل لا يعجز عنه أحَدٌ”، فاستعمَلوا في ذلك أسلوبَ التَّخويف والإرجاف، وتحريضِ السُّلطان تهويلًا وتهييجًا، وتضخيمًا وتهريجًا، لمَّا أَفجَعَهم مقالي وآلَمَهم؛ وهذا أمرٌ طبيعيٌّ لأنَّ الصُّراخ على قدر الألم”.

وخص الشيخ فركوس جمعية العلماء بقسط كبير من رده، عقب اعتبارها مقاله الشهري السابق دعوة للفتنة “بخلاف الجمعيَّة الحزبيَّة الجزأريَّة التي تحارب عقيدةَ التَّوحيد ودعوةَ الحقِّ، وتُكِنُّ العداوةَ لأهلها، وتُوغِرُ صدورَ النَّاس عليهم؛ فاللهُ المَوْعد. والحقيقة: أنَّ أهل الكلام والهوى والافتراق، بمَذَمَّتِهم ومَسبَّتِهم لأهل الحديث والسُّنَّة والجماعة، لا يقصدون ـبحملتهم المسعورةِ هذهـ إلَّا تنفيرَ النَّاس عن التَّوحيد الذي يَعُدُّونه تشدُّدًا وتكفيرًا وتنفيرًا وتعسيرًا وتفريقًا، بينما يعتبرون شِرْكيَّاتهم وبِدَعَهم توحيدًا ووسيلةً تُقرِّبُهم إلى الله زُلْفى، ولم تتوقَّفْ عداوتُهم لأهل السُّنَّة عند حدِّ الذَّمِّ والثَّلب والعيب والهجاء والسَّبِّ والهمز واللَّمز والنَّبز والغمز قولًا، بل تعدَّى الأمرُ إلى أَنْ آذَوْهم فعلًا؛ انتصارًا لمذهبِهم ونِحَلِهم وأهوائهم، وكُلَّما وجدوا سلطةً ليتسلَّطوا عليهم بها بالبغي والعدوان فعلوا؛ واللهُ المستعانُ”.

فاروق حركات

مقالات متشابهة