20 سبتمبر، 2020
الحوار الجزائرية
الحدث

لا خوف على الجزائر من تقلبات سوق الغاز

حسب  تقرير الاتحاد الدولي للغاز القاضي بتراجع أسعار الغام بسبب كورونا:

خبراء في الاقتصاد والطاقة يؤكدون عبر ” الحوار”

مهماه : سوناطراك نجحت خلال فترة كورونا….

ناصر: الجزائر تربطها عقود دولية طويلة المدى

 

نصيرة سيد علي

توقع التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي للغاز تراجع الطلب العالمي على الغاز المسال نحو 4.2 بالمئة في 2020 بعدما ارتفع 13 بالمئة في 2019 إلى مستوى قياسي بلغ 482 مليار متر مكعب، ويعود سبب تدني الطلب حسب دراسة قامت بها الهيئة السالفة إلى جائحة فيروس كورونا.

والسؤال المطروح هنا، ما أثر ذلك على مردود الجزائر من هذه المادة، علما أن الجزائر توجد في المرتبة الـ3 من حيث احتياطيات الغاز غير التقليدي، وتحتل المرتبة الـ 4 من حيث تصدير الغاز  الطبيعي، وتقع في المرتبة الـ  7  من حيث تصدير الغاز  الطبيعي المسال، كما

تحتل على المرتبة الـ  10 كبلد منتج للغاز الطبيعي، والـ 5 بلد من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي، وفي هذا الشأن قال الخبير الطاقوي الدكتور بوزيان مهماه لـ ” الحوار” إن انتعاش أسعار النفط والغاز بدأت تتكاتف لتعيد إيصال الأسعار إلى النطاق السعري لما قبل كورونا، في حين يرى الخبير الاقتصادي الدكتور سليمان ناصر أن الجزائر لا تتأثر بتقلبات أسعار الغاز لأنها تربطها  في عملية تصدير هذه الشعبة على اتفاقيات دولية طويلة المدى.

 

سوناطراك نجحت خلال فترة كورونا….

وبالنسبة لمجمع سوناطراك، قال الخبير في الشأن الطاقوي الدكتور بوزيان مهماه في تصريحه، لـ ” الحوار” يمكننا الجزم أنها حاليا تعتبر من بين الشركات التي نجحت عالميا، خلال مرحلة الكوفيد 19، من خلال بيعها للحجوم المنتجة من الغاز الجزائري كاملة، والحفاظ على حصة الجزائر في أسواقنا التقليدية، و حالة التراجع تعد تراجعا عاما (عالميا)، حيث سجل الطلب العالمي الكلي على الطاقة تقلصاً بنسبة 6% كمتوسط عام لفترة السداسي الأول من 2020، مع تجديد الجزائر كل عقودها من الغاز مع شركائها التقليديين، وبشروط تفضيلية لصالح الطرف الجزائري، وعملت على تعزيز سوناطراك لموقعها في التحكم من خلال حيازتها لغالبية الأسهم في أنبوب الغاز ميد غاز الذي يربط الجزائر مباشرة بإسبانيا، وكذلك تعزيز الشراكة مع ناتيرجي الإسبانية، في أصعب فترة وهي فترة جائحة كورونا، وعليه يقول مهماه ينبغي ان نذكر أن الغاز الجزائري المصدر وفقاً للعقود فهو يخضع لأسعار تعاقدية، وهي أعلى بكثير من الأسعار التي تحدثنا عنها كما أنها لا تخضع لتذبذبات أسعار السوق وتأثيرات جائحة كورونا، وهذا ما جعلنا خلال أوج أزمة كورونا صرحنا قائلين بأن الغاز الجزائري هو في منأى من التداعيات الخطيرة للأزمة، و حتى وإن كان هناك تراجع في الحجوم المسوّقة فهو تراجع ظرفي ومؤقت سيتم استدراكه من خلال مضامين التعاقدات السعرية السارية والمعتمدة مع الشركاء.

 

هذه نجاحات باهرة لا يمكن إغفالها.

وأشار الخبير الطاقوي بوزيان مهماه، في حديثه لـ ” الحوار” أنه ينبغي عدم إسقاط وضع الغير على الوضع الجزائري، في مجال الطاقة .. لأن لو نأخذ السوق الأميركية كمثال، سنجد أنه في النصف الأول من هذا العام، قد بلغ نشاط الصفقات في النفط والغاز الأمريكي أدنى مستوى له منذ ما يقارب عقد من الزمن، وبالتدقيق منذ تسع سنوات.

فقد ألقت جائحة كوفيد-19، يضيف مهماه بعدم اليقين على أسعار الطاقة وبالتالي فقد أعاقت إبرام الصفقات، بما شجع توسع نطاق اتجاهات الاندماج والاستحواذ لشركات الطاقة، باعتبارها أحد المحفزات التي تبشر بالدورة المقبلة، وهذا الأخيرة التي نستطيع القول حسبه بشأنها أنها بدأت إرهاصاتها منذ منتصف الأسبوع، حين سجلت أسعار الغاز الطبيعي أعلى سعر لها منذ تسعة أشهر، منذ ما قبل جائحة كورونا، حيث قفزت أسعار الغاز إلى مستوى 2,25 دولار للمليون وحدة حرارية في الهاب الأميركي، ومع دخول الشركات النفطية وتلك المستثمرة في حقول الغاز غير التقليدي ضمن نطاق “الضائقة المالية القصيرة الأجل” بفعل إرتفاع خدمة الديون، وإحجام البنوك على المزيد من الإقراض لها، و هذا ما تسببت في بيع أصول للغاز الطبيعي بأقل من قيمتها، مستشهدا بشركة  “Range Resources ” التي وافقت على بيع أصولها من الغاز الطبيعي في شمال لويزيانا، مقابل حصيلة إجمالية قدرها 245 مليون دولار أمريكي. وللمقارنة، يقول مهماه، فقد استحوذت هذه الشركة  “Range Resources” على أصول شمال لويزيانا من خلال الاندماج مع شركة “Memorial Resource Development Corp” في عام 2016، و كانت صفقة شاملة لجميع الأسهم بقيمة 4,4 مليار دولار أمريكي. فنزول قيمة صفقة الإستحواذ بهذا الشكل يدلل حسبه بما لا مجال فيه للشك إلى حجم الخسائر التي يتلقاها قطاع الغاز في أمريكا، حيث يعاني عمال الحفر الصخري من ارتفاع الدين وانخفاض أسعار المنتوج.

 

لكن في مقابل كلّ هذا نجد …..

وواصل مهماه يقول إن بقاء إمكانية شراء الأصول عالية الجودة عند نقطة منخفضة في دورة أسعار السلع الأساسية، خاصة الغاز الطبيعي، فحقل الغاز الطبيعي في شمال لويزيانا، في وقت البيع، كانت الأصول تنتج 1,6 مليار متر مكعب سنويا، مشيرا إلى أن كل الشركات النفطية تركز حاليا على  الإستراتيجيات التجارية طويلة الأجل، التي تنبني على النمو الاستراتيجي وتنويع الأصول الأولية والمنتشرة، وتوسيع المحفظة لتوفر فرص جذابة

 

في جميع الحالات نجد عائدات الغاز ضعيفة

وحول فحوى الدراسات التي تقول بأن بانخفاض الطلب على الغاز بسبب جائحة مورونا، وأثاره على عائدات الجزائر من الغاز، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور سليمان ناصر لـ ” الحوار”أإن الجزائر تربطها اتفاقيات دولية طويلة المدى في هذا الشأن، على غرار إسبانيا فرنسا وإيطاليا، وعادة يباع الغاز الجزائري  بين 2 أو 3 دولار لمليون وحدة حرارية، ولا نستطيع تغيير الأسعار وفي كل الحالات فالمردود ضعيف، ومن أجل خل قوة اقتصادية خارج المحروقات، على السلطة الأخذ الحلول الأربعة التالية، وهي تحصيل الضرائب المتأخرة والمتراكمة ولو31/ منها،  اتباع سياسة التقشف من خلال تقليص ميزانية التسيير والتجهيز، أو اللجوء الى الاستدانة الخارجية، وحتى الاستدانة لا نستطيع نقترض مبلغ كبير قد يعادل حوالي 16مليار دولار، ونحن لدينا حساسية من البنك الدولي، أو الذهاب لتمويل غير التقليدي والرخسة ما تزال سارية المفعول بالتعامل بها، لكن مع ملاحظة رئيس رغم أن الرئيس الجمهورية رفض الاستدانة وطبع النقود لكن قد نلجا إليها ممكن تحت ضغط الملح

مقالات متشابهة