20 سبتمبر، 2020
الحوار الجزائرية
الحدث

عودة النشاط الدولي سينعش الخزينة

بعد تخطيه عتبة 45 دولار :

خبراء في المالية والطاقة يكدون عبر ” الحوار”

خالدي: يجب نخرج اقتصادنا من تجاذبات سوق النفط

سليمان: مداخيل المحروقات ستنزل إلى أقل من 25 مليار دولار نهاية السنة

بريش: ارتفاع النفط سيعزز من القدرات المالية للخزينة

مهماه: بإمكان أن يلامس سعر النفط مستوى50 دولار إذا وجد لقاح كوفيد19

بريش: ارتفاع برميل النفط سيعزز من القدرات المالية للخزينة

 

نصيرة سيد علي

أكد الخبراء في الشأن الطاقوي والمالي في حديثهم لـ ” الحوار” أنه بالعودة التدريجية لحركة الاقتصاد العالميـ بعد توقف نشاطه منذ أشهر بسبب كوفيد 19، سوف ينتعش معه سوق النفط الدولي، وأضاف هؤلاء أن تخطي سعر البترول مستوى 45 دولار ليس ظرفيا بل متوقعين أن يصل خلال الأشهر القادمة نحو 50 دولار أو أكثر.

 

لن نتعافى اقتصاديا حتى لو ارتفع سعر البترول 400 دولار للبرميل

وفي السياق، أوضح الخبير الاقتصادي، الدكتور الهادي خالدي في تصريحه لـ ” الحوار” يفترض علينا كدولة تتوفر على امكانيات هائلة فوق وتحت الأرض أن لا نفكر في مسألة رفع أو انخفاض سعر النفط في الأسواق العالمية، واعتماد اقتصادنا الكلي على إيرادات المحروقات، لأن الاقتصاد البترولي غير مستقر وغالبا ما يتعرض إلى هزات تفقده توازنه، والجهاز التنفيذي اليوم يضيف الخبير ذاته، ملزم بقضية البحث عن البدائل، حتى لا يكون رهينة ولا تابع لسوق النفطية، حتى نغض النظر عن ارتفاع أو انخفاض سعر البرميل من النفط، ونتخلص بالتالي من سياسة الرفاه التي نوعد بها عند صعوده وبعث الأمل في النفوس، وبانعكاسه السلبي وسياسة شد الحزام ودق ناقوس الخطر عند نزوله عن مستواه الحقيقي، مضيفا أنه لن نستقل اقتصاديا حتى ولو وصل سعره دوليا 400 دولار للبرميل، لأنه سرعان ما يعود مؤشره إلى الهبوط متأثرا بالمعطيات الأحداث الدولية، وعليه ينصح الهادي خالدي بضرورة استغلال الثروات المنجمية و القطاعات المنتجة لذر الثروة، وتوجيه مداخيل المحروقات للإستثمار وتمويل المشاريع الهامة التي تعود بالنفع العام على الجزائر وشعبها.

هذا، وأشار الدكتور الهادي خالدي، أن سعر 45 دولار للبرميل من النفط ليس لها أية قيمة فعلية كما كانت في الـ 90 القرن الماضي، لأن العالم قد عرف متغيرات جديدة والجزائر تأثرت بهذه المؤثرات وفي مقدمتها جائحة كورونا التي أصابت رئة الاقتصاد العالمي، وما صاحبها في ارتفاع نسبة التضخم العالمي، وفيما يتعلق بارتفاع أسعار النفط الذي تخطى درجة 45 دولار، ما هي إلا حيلة يقول خالدي من الدول المتطورة التي تعمل على رفع من مؤشر سعر النفط حتى تنتعش الدول النفطية ماليا وتقوم باستراد سلعها المكدسة في المخازن جراء كوفيد 19، علما أن سعر البترول ينتج علاقة عكسية بين الأورو والدولار وباقي العملات التي نتعامل بها في عملتي الاستراد والتصدير.

 

ارتفاع أسعار النفط متوقعا

من جهته، وصف الخبير الاقتصادي الدكتور سليمان، ارتفاع أسعار النفط إلى 45 دولار، بالعادي، مرجعا ذلك إلى قرار الدول المصنعة وفي مقدمتها الصين التي تستورد يوميا ما قيمته 10 برميل من النفط،  وقال سليمان في حديثه لـ ” الحوار” إن العودة التدريجية للحياة الاقتصادية، بعد توقف الاضطراري للاقتصاديات الدول المتقدمة بفعل كورونا، وقرار تنشيط الآلة الاقتصادية من جديد، وإعادة تشغيل المصانع بصورة تدريجية سوف يتزايد الطلب على النفط، وأن القول بتراجع أسعار النفط وارتفاعه متوقف على قرار سيد كورونا كما وصفه الدكتور ناصر.

وحول انعكاسات ارتفاع أسعار البرميل من النفط الذي تخطى عتبة 45 دولار على مداخيل المحروقات، يتوقع ناصر أن تتراوح  بين 23 و25 مليار دولار، وهي نسبة متدنية مقارنة بالسنة الماضية حيثت بلفت 33 مليار دولار.

.

 هكذا يمكن لإيرادات المحروقات تردم هوة الـ 10 مليار دولار المتحدث عنها

 

وفي الإطار ذاته، قال الخبير الطاقوي الدكتور بوزيان مهماه، في حديثه لـ ” الحوار” ينبغي التذكير بان سعر النفط الجزائري مزيج صحاري الجزائري قد انهى السداسي الاول من هذه السنة متوسط 41 دولار، فرغم جائحة كورونا وتداعياتها الخطيرة على الاقتصاد العالمي وحالة الاغلاق على مستوى المعمورة وتوقف حركة النقل فان متوسط كما فوق 41 دولار، هذا ما يعطينا مؤشرا ذو دلالة واضحة وجلية بان مداخلنا من النفط في السداسي من سنة سوف افضل ، لان انهينا شهر جويلية فوق 45 دولار وأتوقع أن يصل  50 دولار .

وأضاف مهماه يقول لذلك فإن معطى الاسعار في شهر جويلية وحالة انتعاش لاسعار الخام الجزائري وكذلك بالنسبة لبرينت خام القياسي العالمي في بدايات شهر اوت حيث انه قفز الى مستوى 45 دلاور للبرميل هذا الانتعاش نسجله في الاتجاه الصعودي لمنحى الاسعار الذي باشرته منذ بداية دخول اتفاق ” ابك بلس” حيز التنفيذ اي منذ شهر ماي الفارط، هذا ما يعطينا حسب مهماه امكانية التنبؤ بمواصلة الحالة الارتقاء لاسعار برميل النفط في منحى صعودي حتى وان كان بطيئا، ويتوقع أن يلامس سعر برميل النفط مستوى خمسين دولار، خاصة اذا تأكد التوصل الى تسويق لقحات ناجحة، لفيروس كورونا، بما يعطي المزيد من الثقة من حالة التحسن المستديم سواء في جوانبه الانسانية والصناعية والاجتماعية والصحية والاقتصادية، وهذا ما سيساعد كما قال في تحسن الطلب العالمي على النفط وهذا بدوره سيعزز المنحى الاجابي الصعودي لاسعار النفط خاصة وان اسعار الغاز بدات تؤيد هذا التوجه الايجابي.

يفترض لو تنجح الحكومة في خطتها التي تقوم على خفض فاتورة الوارادات بمستوى عشرة مليار دولار وكذلك تقليص المصاريف الداخلية خاصة في ميزانية القطاعات بمستوى خمسين بالمائة فان المداخل هذه السنة من المحروقات سوف تردم هوة العشر مليار دولار  المتحدث عنها كعجز غي المداخيل مقارنة بالسنة الماضية لان المشكلة التي لدينا ليست مشكلة المداخيل انما هناك مشكلة انفلات في فاتورة الورادات وانفلات في مصاريف القطاعات فيما لا جدوى منه.

 

يجب خلق بيئة اقتصادية متنوعة

من جهته، قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبد القادر بريش لـ ” الحوار” إن  تسجيل سعر  البترول مستوى  فوق45دولار للبرميل، سيعزز  من القدرات  المالية للجزائر، حيث في  شهر جوان  وجويلية  تدعمت خزينة  الدولة  ب500مليون  دولار، مما يزيد  من  مخزون  احتياطي  الصرف  ويزيد  من  هامش الامان  لدى  الحكومة  لمواجهة  التداعيات الاقتصادية   لوباء  كورونا، ومع  عودة  النشاط  الاقتصادي  العالمي  وعودة  الحركية الاقتصادية، عبر العالم  وعودة نشاط  الطيران  والنقل  بشكل  عام، يرتقب  بريش مع  نهاية  السنة 2020 بلوغ  سعر  اابرميل فوق50دولار  للبرميل، وهذا  من شأنه  يضيف ذات الخبير تمكين  الحكومة  من  تنفيذ الانعاش  الاقتصاد بعيدا  عن  الضغوطات  المالية، لكن يبقى  الامر  الهام حسبه هو الخروج  من  التبعيىة لسعر  برميل  النفط  وخلق بيئة  اقتصادية محفزة لانشطة  الاقتصادية والتجارية، والاستثمارات وخلق  الثروة وتنويع  الاقتصاد الوطني.

 

 

 

 

مقالات متشابهة