14 أغسطس، 2020
الحوار الجزائرية
الدبلوماسي

ماكسيم صبح سفير أوكرانيا يحيى ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية

أحييت أمس، سفارة أوكرانيا لدى الجزائر ذكرى جميع من قتلوا في الأحداث الدامية إبان الحرب العالمية الثانية من خلال تنظيم مراسم وضع اكليل من الزهور أمام النصب التذكاري المركزي وضريح الجندي أوستابتشينكو في المقبرة العسكرية في حي دالي إبراهيم بالجزائر العاصمة.

من الجدير بالذكر أن خلال الحرب العالمية الثانية وجدت أوكرانيا نفسها في خضم تلك الأحداث المروعة حيث أصبح أبناؤها وبناتها بمثابة وقود للنظامين الديكتاتوريين اللذين قاداهما كل من أدولف هتلر وجوزيف ستالين.

وقد ناضل الأوكرانيون في الحرب العالمية الثانية كما هي الحال اليوم ، من أجل حرية وطنهم، حيث قُدر إجمالي الخسائر البشرية التي تكبدتها أوكرانيا في تلك الحرب ما بين 8 الى 10 مليون شخص. وكان من بينهم جنود لقوا حتفهم في المعارك إضافة الى مدنيين كثر سقطوا ضحايا لجرائم الحرب والترحيل والجرائم ضد الإنسانية – كل ذلك هو ثمن دفعه الشعب الأوكراني بسبب حرمانه من حق التمتع بدولته المستقلة ذات السيادة.

لا ريب في أن النازية هي وباء القرن العشرين الرهيب الذي انهزم في الحرب العالمية الثانية، لكن في الوقت نفسه إننا نتأسف اليوم عندما نشاهد كيف يتباهى ممثلو بعض الدول المنبثقة عن الاتحاد السوفييتي السابق بهذا اليوم المجيد وكأنه يوم انتصار دولة واحدة فقط دون غيرها من الدول، محتكرين على أنفسهم الدور الحصري في النصر على النازية مؤكدين في ذات الوقت على الانتقائية والتفوق الفردي لأمتهم على باقي الأمم ، مشددين بكل جدية وحزم على استعدادهم لإعادة احياء القضية مرة أخرى- وهل يقصدون يا ترى إعادة احياء المأساة التي جلبت المحن والآلام والدموع والجروح الى ملايين الأسر حول العالم ؟!

وهم اذ يؤكدون على الدور الحاسم الذي أدته أمتهم قد نسوا أو تناسوا أن ويلات تلك الحرب قد ألمت بدول أخرى كثيرة، وأن تلك الدول قد بذلت الغالي والنفيس من أجل الانتصار على النازية.

فمن بين شعوب الاتحاد السوفياتي السابق – فضلا عن الأوكرانيين والروس – حارب في صفوف الجيش السوفياتي أبناء كل مكن أوزبكستان وبيلاروس وكازاخستان وجورجيا وأذربيجان وأرمينيا، حيث أن بلوغ النصر ما كان له ليتحقق لولا مساندة الحلفاء الدوليين بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

ومن بين الدول التي تكبدت خسائر كبيرة لا ننسى الصين الشعبية، التي خسرت ما يصل إلى 20 مليون شخص. وللأسف غالبًا ما يتم نسيان أو تجاهل دور أبناء وبنات البلدان الشرق أوسطية والافريقية ، الذين ناضلوا تحت رايات جيوش التحالف وماتوا فوق أراض أجنبية بعد أن حرروا معظم الدول الأوروبية ، إلا أن كثيرا منهم لم ينل الاحترام والتقدير المستحقين.

لقد تسببت الحرب ، التي بدأتها الأنظمة الشمولية ، في الكثير من الحزن والأسى، فالعواقب الوخيمة لتلك الحرب قد سببت قتل وجرح واعاقة الملايين من الناس من مختلف أنحاء العالم ولهذا السبب وباعتبار هذا اليوم لحظة استذكار سنوي لإحدى أعظم المآسي عرفها التاريخ تقرر تسمية هذا اليوم في أوكرانيا بيوم الذكرى والمصالحة.

إن الاحتفال بذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية هو فرصة فريدة لاستذكار وتكريم أولئك الذين استشهدوا في السنوات العصيبة التي جلبتها تلك الحرب الضروس.

إن شعب أوكرانيا الذي خسر أرواحا بشرية لا تعوض يواجه في القرن الحادي والعشرين مرة أخرى عدوانا خبيثا اضطره مجددا للدفاع عن نفسه أمام تهجم أمة تطلق على نفسها “الأمة المنتصرة”، مع العلم بأن الشعب الأوكراني يدعم أيما دعم مبادئ التعايش والعدالة والسلام، كما يتعين على الجيل الحديث أن يعطي كل دولة ساهمت في الانتصار على النازية حقها واعتبارها، فضلاً عن وجوب تكريم ضحايا أكبر مأساة عرفها القرن العشرون.

وانطلاقا من تلك المبادئ فإن الشعب الأوكراني يشجب بشدة النداء الذي يرفعه البعض ويروج له تحت شعار “يمكننا إعادة القضية”.

ونحن اذ نستذكر معاناة الشعب الأوكراني وجميع شعوب العالم الأخرى من جراء تلك الأحداث الدامية، فإننا نقول لهؤلاء: “لن يتكرر ذلك أبدا”.

مقالات متشابهة