4 يوليو، 2020
الحوار الجزائرية
مساهمات

القمة الأصدق والأكثر تواضعا

طارق مصاروة

حجم الحضور في قمة نواكشوط يعادل حجم حضور موريتانيا في عالمها العربي، وذلك ليس تقليلاً من قيمة بلد إفريقي على الأطلسي وفيه مليون شاعر، وإنما لأن ظروفه الجغرافية، وتاريخ دخوله عوالم العرب بعد استقلاله، وفقره البادي جعلاه بعيداً عن العواصم التاريخية: القاهرة وبغداد ودمشق. على أي حال هي قمة عربية نشعر بعد العاصفة أنها ليست سيئة، وإن ما كنا نحمل لها وللجامعة العربية من الازدراء الشعبي لم يعد قائماً الآن. ولعل مجرد انعقادها في هذا المكان القصيّ إنما هو إنجاز قومي يدعو إلى التأمل، فهو أشبه بما كان الاستعماريون يفعلونه في البحار التي لا مشاكل فيها، بإرسال أقدم وأصغر سفينة هدفها الوحيد رفع العلم فقط، ماذا سيقرر القادة العرب أو ممثلوهم في نواكشوط؟!.. ربما لا يبدأون بالقضية الفلسطينية، لكن للقضية عليهم حق المساكنة منذ قرن من الزمان من أيام كانوا سبعة إلى أن صاروا واحداً وعشرين، ثم إن هناك مشروعاً عربياً وضعته قمة بيروت عام 2002، نسيه الناس وتذكره قبل أسابيع قليلة نتنياهو “ما غيرو”، فدعا العرب إلى الجلوس معه والتفاوض عليه، ولقد سمعنا أن بعض العرب استجاب مباشرة لدعوة نتنياهو، وهم طبعا ليسوا من.. أهل السلام.
– ماذا سيبحث ويقرر قادة العرب أيضا؟
– مشروع عظيم كدنا ننساه في هذه الخضم، وهو الجيش العربي الواحد، فقد كان طرحه العاهل السعودي في أيام «عاصفة الحزم» الأولى، واستجاب له الجميع لأن العرب حسبوا أنهم قادرون عسكريا على نجدة سوريا والعراق واليمن وليبيا، فبعثوا بقادة جيوشهم إلى القاهرة ليضعوا خطط ومراحل إنشاء هذا الجيش، وقيل إن كل شيء جاهز بانتظار قرار القادة في قمة كقمة نواكشوط.
– هل نسمع قرار إنشاء جيش عربي يستطيع حشد عشرة ملايين جندي، وشن حروب تحرير مدن العرب من الإرهاب العربي والإسلامي، والإحتلال الصهيوني؟، لا نريد أن نعود إلى جلد مؤسسة القمة أو جلد الجامعة العربي، لكن الحلم بهذا الجيش أكبر كثيراً من إرادة النظام العربي، مع أن الحروب قائمة بين العرب، ومع أن عدد الشهداء الأحياء والأموات فاق العشرة ملايين عربي.

مقالات متشابهة