29 سبتمبر، 2020
الحوار الجزائرية
مساهمات

“الطاقة ” في قلب التعامل مع ” كورونا ” و التعافي من تداعياته الاقتصادية

الاتحاد الافريقي و الوكالة الدولية للطاقة المتجددة :

الدكتورة أماني أبو زيد :

يجب ان نستفيد من حالة التعاون والتكاتف التي عززتها الجائحة بشكل إيجابي في تحفيز وتطوير كافة القطاعات بما يتماشى مع منظومات الاقتصادات الصديقة للبيئة عقدت مفوضية الاتحاد الأفريقي (AUC) والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) حوارًا افتراضياً عالي المستوى عبر الانترنت لمناقشة احتياجات أفريقيا في احتواء تداعيات أزمة COVID19 ودور التحول للطاقة المتجددة في مرحلة التعافي الاقتصادي بعد الوباء. ضم الحوار عددًا من الوزراء ومسؤلين رفيعي المستوى من أفريقيا وأوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي ، إضافة إلى نواب رئيس البنك الدولي و البنك الأفريقي للتنمية ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) والمدير العام IRENA وكذلك ممثلين عن مبادرة أفريقيا للطاقة المتجددة (AREI) ، والطاقة المستدامة للجميع (SEforALL). ترأس الحدث الافتراضي كلا من الدكتورة أماني أبو زيد ، مفوضة البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الأفريقي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) ، فرانشيسكو لا كاميرا .

 

تناول المشاركون امكانية تحويل الأزمة العالمية الحالية إلى فرصة للقارة الأفريقية و لشعوبها من خلال التركيز على التحول للطاقة الخضراء المتجددة بما يسمح من التعامل مع الجائحة و إعداد الطاقة للتعافي الاقتصادي فيما بعد إنتهائها . وقالت مفوضة الاتحاد الأفريقي الدكتورة أماني أبو زيد ” أن قطاع الطاقة لا يمكنه أن يقتصر على التفاعل مع الاحتياجات فقط ، بل عليه أن يشارك في التصدي لآثار الجائحة و في اتخاذ دورًا محوريًا في التعافي بعد الأزمة”. و أوضحت أن هذا الاجتماع الذي عقد بخاصية مؤتمرات الفيديو كونفرانس تناول تأثيرات فيروس كورونا المستجد على قطاع الطاقة في دول افريقيا، ومواءمة الاستجابة للوباء مع أهداف التنمية المستدامة والمناخ مواكبة لأجندة افريقيا 2063. وركز الاجتماع على الإجراءات التي يجب تطبيقها لدفع وتيرة تحول الطاقة في افريقيا وتعزيز الاعتماد على المصادر المتجددة والنظيفة والاستفادة من التجارب والخبرات الناجحة مما يفيد في تشكيل الاستجابة للاحتياجات والاستعداد للتعافي. وسلطت الدكتورة أماني أبوزيد الضوء على التدابير التي اتخذها الاتحاد الأفريقي بما في ذلك إجراء مشاورات واسعة النطاق مع الشركاء الإقليميين والعالميين ووضع خطة عمل عاجلة ، اعتمدها مكتب وزراء الطاقة الأفارقة في 12 مايو 2020. من جانبه ، أشاد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) ، فرانشيسكو لا كاميرا ، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي ، مشيراً إلى أن: “تسريع التحول للطاقة النظيفة يمكن أن يساعد أفريقيا على الاستجابة لـ Covid-19 ، مع السماح للقارة بتحقيق أهدافها المتوسطة والطويلة الأجل لمجتمع عادل ومزدهر. و أكد لا كاميرا على مواصلة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة العمل حثيثاً مع الاتحاد الأفريقي و لإنشاء مسارات لتسريع نشر الطاقة المتجددة في أفريقيا ، و دعم جاهزيتها في مواجهة الوباء الحالي . و تشير التقديرات إلى أن نشر الطاقة المتجددة يمكن أن يخلق 2 مليون وظيفة خضراء إضافية في أنحاء أفريقيا.” و أكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، أكيم شتاينر ، على دور مصادر الطاقة المتجددة: “إن تأثير COVID19 على الاقتصادات الأفريقية يعد انتكاسة كبيرة ، وساعدت الاستجابات السياسية السريعة عبر القارة في التخفيف من الأزمة الصحية ، ولكن الآثار الاجتماعية الاقتصادية يمكن أن تقوض مكاسب التنمية في السنوات الأخيرة.

 

و قال ” ويعد توسيع نطاق الحصول على الكهرباء من خلال التوسع الجريء للطاقة المتجددة المتصلة بالشبكة الرئيسية و المنفصلة الشبكة فرصة كبيرة في سياق برامج التحفيز والتعافي الاقتصادي ، موضحا إنها خيارات اقتصادية فاعلة لمعالجة فقر الطاقة وتسريع انتقال إفريقيا نحو اقتصاد طاقة نظيفة في القرن الحادي والعشرين “. وفي مداخلته خلال الحوار قال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي ، وزير التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات المتحدة: ” إن التأثيرات السلبية لوباء فيروس كورونا المستجد طالت كافة الجوانب الحياتية والقطاعات، وفي مقدمتها الصحة العامة للبشر والمنظومات الاقتصادية لكافة الدول، بالإضافة لنظم الطاقة الهشة وغير المستقرة”، مشيراً إلى أن الاستجابة المثلى للتعامل مع هذه التأثيرات والعمل على الاستفادة ايجابياً منها في المستقبل تتمثل في أحد أهم جوانبها في تعزيز استخدام ونشر حلول الطاقة المتجددة.

 

ولاحظ المشاركون أن الآثار الضارة للوباء تضعف قدرات قطاع الطاقة الأفريقي. وأشار الوزراء إلى أنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على هذا القطاع الحيوي والهام وإعداده للتعافي بعد الوباء ، فإن وضع الطاقة في افريقيا قد يعوق قدرة القارة على التعامل مع الأزمة. واتفق المتحدثون على أنه من الضروري ألا يؤدي وباء COVID-19 إلى إعاقة الجهود المبذولة لزيادة الوصول إلى الطاقة وحلول الطهي النظيفة التي لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا في إفريقيا. جدير بالذكر انه لا يزال حوالي 548 مليون أفريقي يعيشون بدون كهرباء ، و 894 مليون أفريقي يفتقرون إلى حلول طهي نظيفة. و اختتمت مفوضة الاتحاد الأفريقي الاجتماع قائلة: ” يجب ان نستفيد من حالة التعاون والتكاتف التي عززتها جائحة فيروس كورونا المستجد بشكل إيجابي في تحفيز وتطوير كافة القطاعات بما يتماشى مع منظومات الاقتصادات الصديقة للبيئة، وفي مقدمتها قطاع الطاقة، حيث يجب تسيير وتيرة العمل لتعزيز تحول الطاقة في افريقيا بما يواكب الأجندة الأفريقية 2063، ويعزز تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.”

 

 

 

مقالات متشابهة