23 يوليو، 2020
الحوار الجزائرية
مساهمات

جزائري وأفتخر

يتفق أهل الاختصاص في علم الاجتماع أن مفهوم الهوية الوطنية في كل أمّة يتلخص في الخصائص والسمات التي تتميز بها، وكذا تترجم روح الانتماء لدى أبنائها، وتبرز أهميتها في رفع شأن الأمم وتقدمها وازدهارها، وبدونها تفقد الأمم كل معاني وحدتها ووجودها واستقرارها.

وهناك عناصر للهوية الوطنيّة لا بد من توفرها، وقد يختلف بعضها من أمّة لأخرى كالإطار الجغرافي الموحد، الديانة، العادات والتقاليد، اللغة والتاريخ المشتركة هذا الأخير هو البوتقة التي تنصهر فيها جميع العناصر.

نعلم جميعا ما فرضته العولمة والتقلبات الجيوسياسية للألفية الأخيرة من تساؤل جديد وهو: كيف يمكن  الحفاظ على الهوية الوطنية الجزائرية في ظل هذه الفوضى العالمية ؟؟

ويرد الجواب سريعا بإعادة قراءة التاريخ بالشكل الصحيح وتجديد أدوات الفهم لمضمون الهوية، والحفاظ على الموروث الثقافي الديني والاجتماعي للأمة الجزائرية.

إن تاريخ الأمة الجزائرية ببعدها الأمازيغي الضارب في أعماق تاريخ شمال إفريقيا، سطره أجدادنا من ماسينسا إلى يوغرطة، وخلقوا مجدا مثلته دولة النوميديين، وزادته الفتوحات الإسلامية بسطة في جسم  الحضارة المغاربية وقوتها وثرائها ثقافيا ونقائها عقائديا.

وتظهر معالم قوة الهوية الجزائرية في أنها استطاعت أن تستوعب الكل وتضم مختلف الألوان وتحافظ على لمستها الفسيفسائية بشمال إفريقيا رغم محاولات الغزاة ومكائدهم التي تحطمت على أسوار هذه الأمة، فمن الفنيقيين إلى الرومان ثم الوندال فالبزنطيين والترك والفرنسيين كلهم مروا من هنا.

كان لابد للهوية الجزائرية من روابط وأسمنت يشد بنيانها وقد اختصره ابن باديس في قوله: إن اللغة العربية هي الرابطة التي تربط بين ماضي الجزائر المجيد، وحاضرها الأغر، ومستقبلها السعيد، وهي لغة الدين والجنسية والقومية، ولغته الوطنية المغروسة.

وهذه الفكرة في أن اللغة العربية هي الرابط للهوية الجزائرية لا يلغي طبعا القيمة الكبيرة للأمازيغية كجزء أصيل من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، ولقد نجحنا والحمد لله في تجاوز أن تكون الأمازيغية نقطة للمزايدات أو التشويش.

لا يمكن الحديث عن الهوية الجزائرية دون أن نعرج على تاريخنا النضالي ضد العدو الفرنسي بدءا بثورة الأمير عبد القادر ووصولا إلى ملحمة نوفمبر المجيدة، والتي كانت الختم أو الصورة النموذحية لمفهوم  الهوية الجزائرية، وللدارسين كما هو معلوم فالتاريخ هو أساس المستقبل، والمدرسة هي المكلفة بتنشئة المواطن، وزرع القيم الأخلاقية ومقومات الشخصية الوطنية لدى الأطفال، لذا يجب تحديث المناهج النربوية وتلقينها للنشء بالطريقة المثلى لنغرس أبجديات ومقومات هويتنا الأصيلة وللحفاظ عليها أمام المد التغريبي الشرس ولتكون الدرع الواقي أمام غزاة الفكر والوحدة.

 

رابح هلالات

مقالات متشابهة