26 سبتمبر، 2020
الحوار الجزائرية
مساهمات

لوجه الله

يسين بوغازي

الافتتاحية

فسحتي.. ووجهه؟

 

“لوجه الله” الذي فطرت عليه السموات والأرض وقام عليه خير الدنيا والآخرة، لوجهه نور الأقلام وسر الإلهام اخترت أن تسمى تجربتي في كتابة العمود اليومي على “الحوار” والحقيقة هو اختياري التشاركي.

“لوجه الله” تجربتي إذن وكتابة جديدة سأبدأها على جريدة “الحوار” الجزائرية من يومي هذا بجرأة وشجاعة أدبية، سيكون عمودي اليومي على مقاسات تسميته بما سأشتغل عليه لما يعلم الله، على انه يعلم الله أني سأكون وفي لما تضمه تسميته لوجه في الالتزام والموضوعية والحقيقة.

فبعد تجربتين سابقتين كانتا لي في كتابة العمود الأسبوعي الثقافي على جريدة “المؤشر” ثم على جريدة “المقام”.. ها أنا انتقل إلى تجربة أوسع وضمن فضاء أرحب من المقرؤية التي تتيحها جريدة “الحوار” بما بدأته من أعباء تأسيس إعلامي مغاير واستمرارية بذات النفس.

ولعلها طبقة قراء الجريدة الذين ارفع لشغفهم جميعا ما سأكتبه وفاء لمن ساهم، وكتب وأدار، وخطط في بزوغ “الحوار” لأني قلم سيستفيد مما سبق كله لذا وجب الشكر، وأن العاقبة للصالحين.

و”الحوار” في الحقيقة هو عندي فريق ملهم ويافع، وأنه المشروع الإعلامي الموعود بالورد، وأن تسنح لي فسحة الكتابية اليومية والخروج على قرائها الأعزاء يوميا لهي الفرصة التي لطالما أعددت لها عدتي، وأبريت لها قلمي، وفرزت لها كثيرا من ضباباتي ومقاسات ثقافاتي، وأشيائي الثقافية والفكرية الغاضبة ومعارفي الضيقة والواسعة، وكل ما اختزنته سنواتي التي جاوزت عقدها الرابع ويزيد في كف الثقافة والكتابة والغضب.

سأخوضه عمودي بهواجسه وانشغالاته وأفكاره، وتجلياته وانخراطاته في المجالات كلها، متحررا من قيود الشللية والدوائر والسموات البلاستكية، سأخوضه عمودا كما اسمه لوجهه الله جل جلاله.

سأخوضه كتابة ثورية، فهو كما اسمه لوجوه الفقراء ثوري، وأخوضه متواضعا لأنه عن اليوميات التي لا تثير انتباها، متواضعا. وعن البيروقراطيين والديماغوجيين والأشباه والأقزام والصهيونيين سأخوضه؟ بلغة بشعة في أحايين كما غيلان الليل، وراقية في أحايين كما الغزل، سمح بالبنيات وعظيم بالتطلعات ومتفائل بالأماني بمقاسات جرأتي وصفاء ثقافة عبد وجهه تراكم منذ عقود.

“لوجه الله” لأن ما سواه حسابات تضبطها الماليات، وتعمرها السياسة وتحاصرها الحسابات الضيقة، لا سيما أن المراد تجربة كتابة صحفية في صنفها الأصعب العمود اليومي، والذي سيعنى بشؤون بلدي خالصة بحكي بيروقراطيتها في الثقافي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والإعلامي. سأحاول الاقتراب بسعة لطف، وحنكة لغة، ومحاذير وجه الذي لا تضام معه كلمة.

انتظروني وعمودي اذن، على مقاسات الولادات الجديدة بتجلياتها، وعن الألم والحسرة، والفرح والخيبات، وعن انتصارات بلدي قبس من الوجه الذي صلح عليه أمر الدنيا والآخرة.

 

مقالات متشابهة